العرب وذاكرة السمكة    / دارين السماوي

العرب وذاكرة السمكة / دارين السماوي

دارين السماوي

في زخم الحياه وسرعتها اصبح النسيان شيئا دارجا بين الناس فالكل يشكو من عدم تذكره لاشياءمهمه،والكل ينعت نفسه بالمصاب بالزهايمر ولا يكاد يمر يوما دون ان ياتيني احدهم الى العياده ليشكوامن النسيان فهذا يشكو نسيانه المكان الذي اوقف فيه سيارته واضطراره الى اللف والدوران لوقت طويلليجد اخيرا سيارته في مكان استغرب اصلا انه وضعها فيه، وهذه تشكو من نسيانها مهاما عديده فيعملها مما سبب لها مشاكل مع مديرها والاخر يشكو لي نسيانه رقم هاتفه عندما طلب منه في اجتماعفاصابه الاحراج وهو يحاول عصر ذاكرته لتخرج له الارقام وكانها تتذكر رقم غريب عنها  و يقولون بأنذاكرتهم أصبحتذاكرة  السمكةو هو وصف يوصف به كل من لديه ذاكرة ضعيفة جدا  حيث

ذكرت بعض الدراسات

بأن ذاكرة بعض أنواع السمك لا تتجاوز بضع  ثوان  فتجدها تأكل الطعم  وبعد بضع  ثوان فقط تنسىفتعود إلى نفس الطعم من جديد وهذه حكمة  الله في خلقه فلو كانت  السمكة تتذكر مثلنا ، لمااستطعنا صيدها و لما كان لنا في أكلها نصيب  و لو كنا نحن بني البشر لدينا ذاكرة السمكة لما استطعناان نعيش حياتنا براحة و لاصبحت أمورنا كلها مبعثرة و مشتتة فالحمد لله على نعمة التذكر و لكن، فيرقعة ما من عالمنا العربي الجميل، قرر البعض أن يعيش بذاكرة السمكة  طوعا و ليس كراها،  كيف لاوقد قرر أبناء العرب أن يتناسو ما حدث  وما يحدث في غزه وكأن الذي حدث لم يكن حقيقة أوجعتناوأبكتنا جميعا و أرقتنا ليالي وأدمعت اعيننا وعصرت قلوبنا ألما على مشاهد هي الأبشع على الإطلاق فيتاريخ جرائم البشرية.. العالم العربي عاد لإحتفالاته وتظاهراته ومهرجاناته وحفلاته ورقصاته وضحكاتهوأسدل ستارة ذاكرته عن مسيراته وإحتجاجاته وتنديداته بل إن هناك من صار يطلق المهرجانات الواحدتلو الاخر ليدعو فيها الخائن والمطبع فعلا لا يوجد اضعف ولا اقصر من ذاكره عالمنا العربي والتي تفوقتفي ضعفها ونسيانها على ذاكرة السمكه  و إبتلعت طعم الغرب في خنوع يندى له الجبين و في موقفيتكرر. وحتى لا نضع الجميع في نهر واحد نهر النسيان مع السمك الغافل والمطبع والبائع لذمته والملمعلصورة المحتل وشرذمته ورغم مرارة  الخذلان، ما زال هناك في القلوب العربيه عروق تنبض بالنخوهوسواعد تغلفها القوه وقلوب عامرة بالقضيه، لا تبيع الهويه، وتصدح دائما بأصوات حرة لا يحكمهاالخوف بأن ما يحدث هو أكبر جريمة في تاريخ البشرية، و لكن هل يكفي الكلام؟ أم لابد من موقف لحكامأصبحنا نشك اصلا أن البعض لديه دم في عروقه  أو قلبا ينبض و يشعرعاش من مازال يتذكر أنالقضية الفلسطينية قضيتنا كلنا، عاشت فلسطين، النصر لغزة و لتسقط ذاكرة السمكة.

(Visited 36 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *