عفيفة اسكندر أديب كمال الدين

عفيفة اسكندر أديب كمال الدين

.1
ماتتْ تلك التي شكتْ لوعةَ الفراق
وأرادتْ من الله
أن يبيّنَ الحوبةَ في المفارقين
حبيبا تهم
والغائبين
ماتتْ وهي تغنّي
من شاشةِ تلفزيونِ بغداد
مثل لُعبةٍ كبيرةٍ جميلةٍ دون روح
تماماً دون روح مثل بغداد
مدينة المُتخَمين والمُعدَمين والأرمن
واليهود،
مدينة الملاهي والباراتِ والكنائس
والمساجد،
مدينة المعتزلةِ والمتصوّفةِ الملاحدة
.2
لم يستجب الله – بالطبع – لأغنيتِها
الجميلة،
فلم تظهر الحوبة
على المفارقين والغائبين أبدا
وبقوا كالأشباحِ سعداء أبدا
لكنَّ المطربةَ غنّت الأغنية
لسبعين عاماً أو تزيد
شاكيةً لوعة الفراقِ المرّ
للملكِ المسكينِ وقاتله،
ثُمَّ للزعيمِ: مُنقذِ الفقراءِ وقاتله،
ثُمَّ للطاغيةِ: مشعلِ الحروبِ وقاتله
هكذا بقيتْ تغنّي أغنيةً عذبةً
دونَ روح
حتّى فارقتْها الرُّوح!

(Visited 15 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *