حسين فوزي
كان السيد فؤاد حسين نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية قد وجه نداء يدعو فيه الفصائل المسلحة العراقيةإلى احترام التزام العراق بسلامة البعثات الدبلوماسية واية اتفاقات خارجية أخرى، ضمنها ضمان سلامةالمستشارين العسكريين الأجانب، ومنهم الأميركان.
ويعد تصريح السيد فؤاد حسين منسجماً مع الالتزامات القانونية والدستورية العراقية في العلاقة مع جميعالجهات الأجنبية المتعاقدة مع العراق، سواء بالتمثيل الدبلوماسي أو أية صيغة أخرى، ضمنها التعاونالعسكري، فمن واجب العراق، رسميا وشعبياً، تشريف التزاماته القانونية إزاء جميع الأطراف.
الشيء الغريب، وبينما تنأى الجارة إيران بنفسها عن العملية البطولية للمقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر،طلع علينا وزير الخارجية الإيرانية حسين امير عبد اللهيان قائلاً بأن الضربات التي توجهها الفصائلالمسلحة العراقية هي تعبير عن إرادة الشعب العراقي في مناصرة اشقائه الفلسطينيين.
هذا التناقض الصارخ بين الموقف الرسمي للدولة العراقية إزاء ضمان سلامة جميع شركاء العراق الأجانب،ضمنهم الأصدقاء الأميركان المحتلين سابقاً للبلاد، يؤشر محاولة تلويحاً للأمريكان وبقية الغربيين، بأنطهران قادرة تحريك من يضرب الوجود الأميركي ومصالحه في العراق، وهي إشارة لا تخفى على واشنطن،التي طالما واصلت وصم الفصائل المسلحة، ضمنها الحشد الشعبي، بأنها أدوات إيرانية، فيما تحاولالحكومة العراقية تأكيد أن الحشد الشعبي والفصائل المنضوية تحت لوائه هي جزء من القوات المسلحةالعراقية، وفق تشريع قانوني.
وهكذا يبدو أن طهران تريد دفع واشنطن لتصعيد إجراءاتها العسكرية التي استهدفت مقرات عسكرية عراقيةمؤخراً استشهد فيها 5 مواطنين عراقيين، فيما عدته واشنطن رداً تحذيريا في حالة استمرار ضرب خبرائهافي العراق.
من ناحية أخرى تحدث الخبير العسكري السابق في وزارة الخارجية الأميركية عباس داهوك عن قيامالحوثيين بتوجيه صاروخ بعيد المدى على مسار بارجة عسكرية أميركية سقط على بعد كيلومترين منها،وهو ما يؤشر أن الحوثيين يقولون للأميركيين “لدينا القدرة على ضرب اسطولكم الحربي“.
وفي تناول هذ الخبير العسكري لصاروخ الحوثيين أشار إلى ان للإسرائيليين قاعدتين عسكريتين احداهمافي ارتيريا، وهي أقرب لهم من توجيه صواريخهم إلى إسرائيل أو السفن الأميركية كخطوة أولى.
بمعنى ان هذا الخبير العسكري وكأنه يقول للحوثيين اضربوا الجنود الإسرائيليين في ارتيريا فهذا أسهلمن استهداف إسرائيل التي لديها خيمة حديدية من التصدي لصواريخكم.
إن موقف وزير خارجية إيران المتعارض مع موقف العراق بشأن التعامل مع الوجود الأجنبي الغربي فيالعراق، وموقف الخبير العسكري الأميركي يؤشران كيف أن كل طرف يحاول أن يدفع المواجهات العسكريةباتجاهات مغايرة لما يزيد من التهديد المباشر له.
نحن في العراق بحاجة إلى وعي سياسي وعسكري ودبلوماسي يحسب موازين القوى وما يمكن تحقيقهعملياً لمصلحة الشعب الفلسطيني، وموقف الحكومة العراقية ممارسة مسؤولة عملياً في نصرة نضال شعبفلسطين لإقامة دولته المستقلة منذ عام 1948 عندما رفض قبول الهدنة، والعراق هو الطرف الوحيد الان الذيما يزال عملياً في حالة حرب مع إسرائيل.
وجاءت طروحات رئيس مجلس الوزراء السيد محمد شياع السوداني منسجمة مع التزام العراق بالقضيةالفلسطينية، وقدم كل ما هو متاح من مساعدات مادية، كما ان موقفه الدبلوماسي يدعو لتصعيد الضغطلوقف قتل مواطني غزة وبقية فلسطين، وإنهاء الازمة بالاستناد للشرعية الدولية، حل الدولتين.
المؤسف ان جيراننا الإيرانيين، يتصرفون احياناً وكأنهم سلطة تدير البلاد كما فعل وزير الخارجية الإيراني،وهو تصرف تتحاشاه واشنطن في التعامل مع العراق، مع انها كانت محتلة للبلاد