في حب فلسطين…  دارين السماوي

في حب فلسطين… دارين السماوي

دارين السماوي

لا أظن أن مواطنا عربيا واحدا مازال يشك في حبنا جميعا لفلسطين، فبعد ما رأيته من تحركات و تفاعلاتمن الشعوب العربية كلها لم يعد عندي ذرة شك واحدة أن فلسطين هي العشق الأبدي لكل العرب .. يكفي أنتتمعن في الوجوه العربية لترى أن الشعب العربي بأسره يعيش حالة من الاكتئاب الحادة، حزن يخيم عليناجميعا و حسرة تعصر قلوبنا، فلا يوجد عين لهذا الشعب لم تدمع و لم يبقى قلب فينا إلا و سكنه الألم حتىأننا أصبحنا نحس بأن الابتسامة التي نرسمها على وجوهنا هي خيانة للقضية، و اللقمة التي نسوقهاإلى أفواهنا هي خيانة لبطون اخواننا الجوعى ،  سريرنا الدافئ الذي نتمدد عليه بعد يوم حافلبالضغوطات هو خيانة لكل من يفترش التراب و الانقاض منهم،   و مصباحنا المضيء لبيوتنا هو خيانةللعتمة التي يعيشون فيها بعد أن قطع الكيان الغاصب عنهم الكهرباء،

  لا شغل و لا

هم و لا حديث لنا جميعا إلا عن إخواننا في غزة و عن فلسطيننا المحتلة، صدورنا جميعا تغلي بمشاعرالغضب و كلنا نتمنى لو كنا معهم على أرض القتال. و حتى نسكت غضبنا هذا و إحساسنا بالعجز، فعلناكل ما بوسعنا و مازال الكثير لنفعله فلا تراجع و لا استسلام و نحن في حالة حرب مع كيان يرى فينا جميعاكعرب أننا لا نستحق الحياة على هذه الأرض. و في ظل موقف سلبي جدا لحكام العرب باستثناء الموقفالتونسي و في ظل غياب تام لأصوات أصحاب القرار   مواقفهم المخجلة، كان موقف الشعب العربي بأسرهموقفا مشرفا .. مظاهرات في الشوارع تندد بما يفعله الغاصب المحتل من جرائم بشعة في حق إخواننا فيغزة.. مقاطعات بالجملة لكل من يساند الكيان الصهيوني، مساحات تجارية كبرى باتت  خاوية من الحرفاءلدرجة أن بعضها أغلق أبوابه وقد رأيت بأم  عيني  ممثلين لشركات كبرى تساند الكيان الصهيوني باتتسلعها مكدسة لأن المواطن عزف عنها و قاطعها مقاطعة تامة، مساعدات على قدر الإمكان تحمل الكثير منالحب و الإيثار لإخواننا الذين مهما بذلنا لن نوفيهم حقهم، مواقف جميلة جدا من مشاهير عرب ساندوا ودافعوا بكل شراسة عن فلسطين و أدانوا ما يفعله الكيان الصهيوني من جرائم في حقهمباسم يوسفالمذيع المصري في لقائه مع بيرس مورغان كان باسما و باسلا في نفس الوقت و قد استبسل في الدفاع عنالقضية بطريقة لم يترك بها لمورغان أي منفذ للهروب، صحفيون تركوا عملهم في قنوات لا تدعم القضيةالفلسطينية ولم يفكرو للحظة واحدة.. الصحفي التونسي بسام بونني ترك العمل في قناة بي بي سيالبريطانية و قال في تدوينته انه فعل ما يمليه عليه ضميره المهني أما الصحفيتين التونسيتين أشواقالحناشي و أماني الوسلاتي فقد تركتا العمل في قناة canal+ الفرنسية قائلتان بأن مساندتهما للقضيةالفلسطينية و حبهما لفلسطين ليس فيه أية مزايدة.

و في عالم الرياضة كان موقف اللاعب الدولي الجزائري كريم بنزيما واضحا في دعمه للقضية الفلسطينيةما عرضه للكثير من الانتقادات و الضغوط وصلت لدرجة وصفه بالإرهابي ، اللاعب الدولي التونسي عيسىالعيدوني و بعد تضامنه و بشدة مع القضية الفلسطينية و استنكاره لما يحدث في غزة اثار موقفه هذاغضب جمهور يونيون برلين و قد وصل هذا الغضب إلى درجة مطالبة الصحافة الألمانية بطرده من ألمانيا

لاعبة التنس العالمية التونسية انس جابر و التي عبرت من خلال تدوينات لها على الانستغرام عن تضامنهامع فلسطين و قالت بانها لا تدعم العنف و انها لا يمكن ان تدعم ما يحدث لفلسطين التي تعاني منذ خمس وسبعين سنة و ختمت تدوينتها بأوقفوا العنف و فلسطين حرة و إثر موقفها هذا طالب إتحاد التنسالاسرائيلي الإتحاد الدولي للتنس بتسليط عقوبات صارمة على أنس جابر لدعمها في القضية الفلسطينية.

مواقف جميلة و مشرفة لمواطنين عرب رفضوا رفضا تاما أن يكونوا من الشياطين الخرس و عبروا بصوتأسمع العالم كله عن تضامنهم مع فلسطين و أهلها، شوارع امتلأت و غصت بٱلاف المواطنين العرب الذيناجتمعوا على حب فلسطين جمعتهم الغيرة على هذه الأرض السليبة و توعدوا بان تعاد إلى أهلها عاجلا امٱجلا. هذه المرة لم يصمت أحد سوى أصحاب القرار و الذي تبين بالكاشف أن لا قرار لهم سوى ما تمليه عليهمأمريكا. رغبة غير مفهومة و صمت غير مبرر في ظل انتهاك واضح لحقوق الانسان و الانسانية لا ادري ماذاينتظرون حتى يتحركوا، فقد قصف المستشفى و قصفت المدرسة و قتل الطبيب و المريض و المسعف و الشيخو المرأة و الشاب و الرضيع. وحشية غير مسبقة و غل لكيان ان توحد العرب لمحقوه، نقول لإخواننا في غزةاثبتوا فالنصر قادم و نقول لحكام العرب تحركوا و إلا سوف تصبحون شركاء في هذه الجريمة و يصحبكمالعار إلى ٱخر العمر و نقول لأنفسنا لا يجب ان نيأس فإما أن نعيش بكرامة و عزة و إما أن تتحرر فلسطين وتنتصر غزة أما الخيارات السلبية فنتركها لغيرنا فنحن شعب تاريخ أجداده حافل بالانتصارات و لا نقبلالهزيمة إلا لعدونا. عاشت فلسطين حرة!! و إن النصر لناظره لقريب.

(Visited 53 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *