كتب : المحرر السياسي للمستقل
تطورات الاحداث الاخيرة في غزة ودخول الطرفين على خط الازمة ونشاط الدبلوماسية الامريكية والايرانية ،والتصريحات النارية لكليهما ، كلها نذر حرب مشؤومة لكنها تنتظر ساعة الصفر، كما صرح العقيدالمتقاعد في الجيش الامريكي “دوغلاس ماكروغر” بان امريكا تتجه نحو حرب مع ايران، لكنه تسائل ” هلنحن مستعدون لذلك ؟ ”
دوغلاس. وكثير من المحللين بنوا على ان التصريحات التي اطلقها الرئيس بايدن محذراً ايران بقوله « تحذيري إلى آية الله (خامنئي) أنه إذا واصلوا التحرك ضد تلك القوات، سنرد، وعليه أن يستعد و ليس للأمرعلاقة بإسرائيل» .
اعتبر بعض المراقبين ان هذا التحذير بمثابة رسالة اولية للحرب او انذار مبكر بين الطرفين.
كما ان اجتماع حصل في موسكو بين ممثل عن حماس ووكيل وزير الخارجية الايراني ومسؤولون روس ، فُسر على انه تفاهمات وتنسيق بين الاطراف المناوئة لامريكا، للاستعداد والتهيؤ فيما اذا حدثت الحرب.
وفي جانب اخر كان تصريح وزير الخارجية الايراني. امير حسين عبد اللهيان قوياً وحازماً حينما قال: ” انايران ستتدخل اذا ما دخلت اسرائيل غزة ”
وأُخذ البعض هذا التصريح على محمل الجد، فيما قال اخرون انه يدخل في باب البرابيغاندا الاعلامية.
ففي كل الاحتمالات ومن خلال هذه الاجواء ،فان القلق والترقب والخوف يخيم على منطقة الشرق الاوسطبل العالم، فالحرب ان وقعت لن تقتصر على منطقة معينة ، بل ربما تتوسع وتتمدد الى مديات كبيرة . خصوصاً وان الصحافة الامريكية، تهول من قدرات ايران العسكرية ، فقد قالت الواشنطن بوست. بعدالمناورات للجيش الايراني، والتي اطلق عليها عنوان ” إقتدار “ ان الـجـيـش الايـرانـي يـسـتـخـدم أحـدثمـعـداتـه الـعـسـكـريـة فـي مـنـاورات *”اقـتـدار الـبـريـة“*وهو يوجه رسائل بكل الإتجاهات… وتسائلت هذهالرسائل هل تؤخر أم تسرع الحرب؟ فيما راحت منصات التواصل الاجتماعي الامريكية تتحدث عبر برامج سياسية شهيرة كبرنامج الاعلامي الشهير ” تاكر كارلسون” في حلقته الـ 33 عن احتمال دخول أميركا فيحرب مع إيران.
فقد نشر تاكر كارلسون (مذيع فوكس نيوز الشهير سابقًا)، في 25 تشرين الثاني على منصة (X) تويترسابقًا، بعنوان: (يبدو أننا نتجه إلى حرب مع إيران، وقال : هل نحن مستعدون لذلك)، واستضاف فيهادوغلاس ماكروغر (العقيد المتقاعد في الجيش الأميركي).
قال دوغلاس نعم، أعتقد أننا نتجه إلى حرب مع إيران، لكنه كان متخوفاً من عواقب الحرب اذ قال “. ولاأعتقد أنَّ هناك تقييماً سليمًا للآثار التي ستترتب علينا وعلى أوروبا وغرب آسيا ، إذا نشبت هذه الحرب. مثلًا، في الوضع الاقتصادي سيزداد سوءً ، اذ يمر ما نسبته (20%) من نفط العالم من مضيق هرمز كلشهر، وكذلك زُهاء (25%) من الغاز المسال، زيادة على خسارة أسواق النفط العالمية لـ (3000000) برميلمن النفط كل يوم؛ أي: ما تنتجه إيران من النفط، اذا ما اضيف لها انتاج العراق وبعض دول الخليج التيسيتعطل انتاجها للنفط بسبب الحرب.
واعقب العقيد دوغلاس
ان ترسانة إيران الصاروخية تحتوي على صواريخ يصل مداها إلى (2000) كم، تحمل رؤوسًا حربية كبيرةشديدة الانفجار، يمكن أن تُصيب أهدافها بدقة متناهية، وتدمر مجمعات سكنية كاملة في مدن على غرارحيفا وتل أبيب.
وعلينا ان لا نغفل قدرات حزب الله والحوثيين و الفصائل العراقية وغيرها حتى وان كان اثرها محدود .
واذا ما اردنا تفكيك المشهد بشكل تحليلي علينا ان نستشرف ما ستؤول اليه الاحداث إذا نشبت الحرب، فستُستهدَف كلُّ القواعد الأميركية في العراق وسورية وربما الخليج ايضاً ،، التي تضم آلاف الجنود.
ولابد من الاخذ بنظر الاعتبار ان روسيا لن تسمح باي حال من الاحوال بهزيمة ايران او سقوط النطامفيها و لا الصين تسمح بذلك، بالنسبة لروسيا سيعني ان نظاماً امريكيا ً سيكون على حدودها ، ومنناحية اخرى هناك تفاهمات روسية ايرانية وعلاقة عسكرية متطورة بين الجانبين ، خصوصاً بعد حرباوكرانيا. التي اتهمت ايران بانها تزود الروس بالمسيرات التي أحدثت فارقاً كبيراً بالحرب حسب قولالامريكان.
وهذا يفضي الى إنَّ روسيا لن تجلس مكتوفة اليدين وتتفرج على امريكا وهي تهاجم بُنْية إيران التحتيةبالطائرات والصواريخ، وإذا دخلت روسيا في هذه الحرب؛ فإنها ستتحول فورًا إلى حرب أكبر من أن توصفأنها محلية أو إقليمية.
ومن الناحية العسكرية. يقول الخبراء في حالة نشوب حرب بين امريكا وايران فيجب على القواتالبحرية الأميركية المحافظة على قدراتها، وعليها في هذه الحالة التمركز في مكان ما، شمالي صقلية أوغربها، وإذا اقتربت أكثر؛ فإنها ستكون في نطاق الضربات الصاروخية الإيرانية. هذا سيُصعِّب على القواتالجوية الأميركية عملية إسناد إسرائيل وهي تقاتل حزب الله، وسيتحتَّم عليها أن تحط في إسرائيل للتزودبالوقود؛ حيث ستكون عرضة لجحيم من الصواريخ.
اما من الناحية السياسية فهناك رأيٌ اخر ان امريكا لن تدخل بحرب مباشرة مع ايران كما ان ايران غير راغبةبهذه الحرب ، وكل ما صرح به المسؤولون من الجانبين هو حرب كلامية لا تصل الى مستوى المواجهة ، وربماتكون رسائل تفضي الى حل نهائي للقضية الفلسطينية وكذلك للملفات العالقة بين الطرفين ، من جانب اخريرى البعض ان امريكا تريد الضغط على اسرائيل وتلوح بحرب شاملة قد تتحول الى حرب عالمية ، وحينهاستخسر اسرائيل الدعم الاوربي والامريكي ، فعليها ان تقبل بالامر الواقع لانهاء الصراع معرالفلسطينيين .
كما ان ثمة من يقول ان اوربا وامريكا غير مستعدة للدخول بحرب في الشرق الاوسط وذلك لعدة اسباب ،منها تدفق نسبة مهولة من اللاجئين اليها والى دول العالم ، وستكون هناك ازمة انسانية كبيرة ، الامرالاخر. ان امريكا والغرب مشغولون بحرب اوكرانيا ، فاذا ما توجهوا للحرب في الشرق الاوسط، فستكوناوكرانيا لقمة سائغة لروسيا ، ناهيك عن التصخم الحاصل في اوربا والواقع الاقتصادي الغير مستقر .
لذا في مثل هذه الظروف لا يمكن تخمين كثير من المعطيات بشأن هذا الصراع تخمينًا سليمًا، بدءًا منالأطراف التي ستشارك فيه، وانتهاءً بالموارد اللازمة لإدارته، وعلى الجميع أن نتذكر أنَّ الحرب في أوكرانيا قداستهلكت نسبة كبيرة من الموارد المالية. والمخزون العسكري للغرب .
ومن يعتقد أنه يستطيع أن يسيطر على هذه الحرب إذا اندلعت–كما يقول ليندسي غراهام– فهو مجنون إذااندلعت الحرب، فلا يمكن السيطرة على نطاقها ونتائجها.