علاء الخطيب
لا زال شكل الدولة العراقية هلامياً ، غير محدد المعالم، فهي تأخذ شكل الازمة التي تمر بها، ذات حركة“أميبية” أي المتموِّرة المترددة في حركتها.
وهي تعكس عشوائية الفكر الذي يحكم العقل السياسي العراقي.
تذهب تارة اقصى اليمين وأخرى اقصى اليسار.
حركة تحكمها النزعات الشخصية والمناكفات السياسية و الحزبية الضيقة ، تتسم بالتطرف مرة ، واخرىبالانفتاح التام، وقرارات عشوائية مشوهة .
ويكاد المتابع لحركة الدولة العراقية يحار في تكوين صورة معينة لها، حتى اؤلئك الذين يتحدثون باسمها مربكين متلددين، يبدو على وجهوهم وكلماتهم الشد والازمة والاصفرار .
في البيان الاخير الذي صدر عن الحكومة العراقية وهي تبرر ما حدث في مهرجان العراق الاول، وبعد موجةالانتقادات الكبيرة. التي عمت الشارع العراقي ، قالت الحكومة الموقرة بانها لم تتدخل في الاعداد ،أو دعوةالضيوف ولم تموِّل المهرجان، وكل ما فعلته هو التسهيلات اللوجستية ، ونصب المسرح في ساحة الاحتفالاتواستقبال الضيوف .
وكان العذر اقبح من الفعل ، كيف لدولة محترمة تسمح لنفسها ان تكون هامشية وان تعمل باوامر جهةمنظمة وتجعل من نفسها شركة ” كيترنگ“ اي جهة اعداد وتجهيز الحفلات وليست جهة قرار .
كيف تسمح الدولة للجهة المنظمة ان تدعو الضيوف دون تمحيص والتعرف على هوياتهم ، وهذه سياقاتمعمول بها في كل دول العالم، في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ودول الخليج وغيرها .
وكيف لدولة محترمة لا تتطلع على برنامج المهرجان.
وما ساقه البيان ايضاً من تبرير غير مقنع ، انه قال لو منعت الحكومة ووضعت شروطها على منظمي الحفللارتفعت الاصوات و قالوا العراق اصبح قندهار ثانية ، ياله من ضعف ووهن .
المثل العراقي يگول « لا تطخه ولا تطشر مخه» إما ان يكون الحفل مسئ للعراق ولثقافته وحضارته وفنه ،واما ان يكون قندهار ثانية ،هناك حلول وسط ياسادة ياكرام ، وهناك ضوابط يحكمها ذوو الخبرة .
المهرجان كان غريباً لا يمت للعراق بصلة ، وخروج عن المألوف واستفزاز لمشاعر الناس وللقيم وللهويةالعراقية.
قبل ايام كان هناك حفل باسم العراق اقامته منظمة اليونسكو في باريس يليق باسم العراق وقد حضرهالفنان علاء مجيد وفرقته والفنان نصير شمه واخرين ،وكان احد المنظمين الاعلامي الزميل سعد المسعودي ،اسألوهم عن طرق التنظيم والدعوات ان كنتم لا تعلمون ؟؟؟.
والعجيب ان من سكتوا عن هذه التفاهات هم انفسهم اعترضوا على محمد رمضان وفرشوا سجادات الصلاةفي الشوارع وهم من اعترضوا على حضور ” سعد المجرد “. بحجة الحفاظ على شرف المجتمع العراقي وصيانة تقاليده واليوم يبررون التفاهة بتفاهة اخرى وكأن على رؤسهم الطير .
تناقض واضح يعكس ضياع البوصلة وانعدام الرؤية وعشوائية الدولة .