علاء الخطيب
منذُ زمن بعيد وانا اكتب واحلل واتابع معالجات ازمتنا السياسية ، وكثيرا ما كنت اغوص في اعماقالطبيعة الاجتماعية و مؤسساتها ، وتعقيدات الواقع السياسي، اتسائل عن المعوقات التي تحول دونالخروج من التكلس السياسي الذي اصاب وطننا .
فهناك من يرى ان التغيير “ترف” لا محل له من الاعراب ، وان كل محاولات التغيير تبوء بالفشل، لاننا فيلعبة سياسية لها قواعدها وشروطها ،
وان زعماء المشهد لن يسمحوا بدخول الحلبة إلا منْ آمن بالمحاصصة والحفاظ على كرسي الزعيم.
اخرون يرون ان التغيير “ضرورة ” لابد من ركوب الصعاب لاجله, فهو حتمية تاريخية وعلى قاعدة ” لايصح الا الصحيح ، مهمة ليس سهلة لكنها ليست مستحيلة.
مهمة كتابة قصة نجاح لوطن اتعبه الفشل ، كما اتعبته الحروب والطائفية والعنتريات الفارغة.
وبين الضرورة والترف فجوة كبيرة ، فجوة في داخلها الفوضى والاستنزاف المالي ، والترهل الوظيفي،وانعدام العدالة ، ونشوء الطبقية المجحفة ،فجوة تقبَّر فيها الامال والتطلعات لاجيال حالمة بوطن كاوطانالله على سطح كوكبنا.
من هنا جائت الضرورة لردم الفجوة ، وتقليل حجم الخسارة . اتسائل باصرار
كيف تردم؟ وما هو السبيل دون الوقوع فيها
اجد نفسي امام حقيقة واحدة وهي ضرورة التغيير بأدوات حضارية، وبشباب مؤمنين بضرورة التغيير،كايمانهم بنجاح الوطن كحتمية الهية.
شباب تسلحوا بفكرة النجاح والاصرار على التغيير ، كافحوا راقبوا و خططوا ، تعلموا ، استفادوا مناخطاء الاخرين لم يبدأوا من حيث انتهى الاخرون باخطائهم ، لكنهم بدأوا من حيث ما خططوا له بوعيوفكر راسخ .
واثقون بأن النجاح حليف المؤمنين بالوطن.
معتبرين ان التغيير ضرورة لديمومة الوطن ، التغيير ليس من اجل الاشخاص بل من اجل التاريخ الذيسيكتب للاجيال القادمة سيرتنا ومواقفنا ، من اجل الخير. والحب والمستقبل .
وهو ضرورة حتمية للمتميزين والاكثر حساسية بوجع الوطن وآلامه.
التغيير ضرورة وحاجة وليس هدف بل هو وسيلة للوصول للهدف.
اما الترف فهو للمترهلين.
يقول المثل ” كن نسرا أو احفر قبراً”
أي أما ان تغيِّر بما لديك من ادوات او احفر قبرك واعلن فشلك وهزيمتك .
وعلى قاعدة ” من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه وان لم يستطع فبقلبه وذلك أضعفالايمان ”
ومن يمتلك الايمان بالوطن لن يكون ضعيفاً فهو قويٌ بقوة وطنه وشعبه .
التغيير ضرورة ….
