د.عادل جعفر
استشاري طب نفسي
الخيال : هو كل شيء لا يقربه عقل إنسان في الرؤيا والتي لا تكون في تصوّر عقلهِ من عمق معرفته لشيء الذي لا معالمَ لهَ .
ويظّن بعض الناس ان الخيال ناتج عن شيء يريده ولم يحصل عليه .
خيال كأسم : طَيف .. ظل .
الخيالُ : ما تشبّه لك في اليقظة والمنام من صوره.
اصطلاحا : هو احدى قوى العقل التي يتّخيل بها الاشياء وصور معيَّنة، غير موجودة في الواقع.
والجمع : أخيلة ، وخيلان .
لغةً … هو قوةٌ باطنيةٌ قادرةٌ على الخَلْقِ والابتكار، نتصوَّر الأشياء بها ونتمثل بها.
الخيال هو أحد أنواع الأدب الذي يريد اختلاق إحداث غالبا ما توصف بأنها غريبة أو غير متصلة بالحياة الواقعية.غالبا ما ينتشر هذا النوع من الأدب في القصص و الروايات.
الخيال العلمي :يعرف بالانكليزية بمصطلح ( Science Fiction ) .وهو نوع من الفن الادبي يعتمد على الخيال حيث يخلق المؤلف عالما خياليا أو كونياً ذا طبيعة جديدة بالاستعانة بتقنيات أدبية متضمنة فرضيات أو استخدام لنظريات علمية فيزيائية او بايولوجية او تكنولوجية أو حتى فلسفية .
انشتاين يقول : “المنطق يأخذك من أ إلى ب ، الخيال يأخذك الى كل مكان” …! ويقول ايضا : “الخيال اهم من المعرفة فهو يحيط بالعالم” .
المعرفة والمعلومات يمكن لاي احد ان يصل اليها لكن الخيال يوظف هذه المعرفة للوصول الى الحقيقة .
– تُعرِّفه “كيت إيجان” أنَّه: “تمرين العقل، وتنشيط وظائفه المختلفة”. لذلك نحن كأطباء نفسانيين نستخدمه في العلاج السلوكي.
-“شاكر عبد الحميد” يقول :أنه”عملية يقوم بها الإنسان بإرادته وبكل مرونة، يستطيع من خلالها أن يتجول في عالمه الخاص بواسطة عقله، وتكوين الصور وتحريكها حتى يصل إلى ما يريد”.
يوهان غوته يقول : الكثير من الناس يحسبون انهم يفهمون ما يتخيلون .
بول غوغان يقول : اغلق عيوني كي أرى.
ريتشارد فاغنر يقول : الخيال يخلق الحقيقة .
جوزيف جوبيه يقول : الخيال هو عين الروح .
ــ اما صوفيا لورين فتقول : خيال الرجل اقوى اسلحة المرأة .
فعلا بنت لورين فاهمة و دارسة عالمَ الرِجال!!!
احلام اليقظة:
في الوقت الذي يُعَدُّ فيه الخيال حالة صحيةً واعيةً لدى الإنسان تستند إلى
الواقع، وقد تؤدي إلى الابتكار والإبداع، بينما تُعَدُّ أحلام اليقظة حالة من شرود الذهن اللاإرادي و الانشقاق العقلي والتفكير بأمنيات، وأحلام مبالغ بها،
ولا تستند إلى الواقع بشيء ، وهي غالباً ما تؤثر في حياة الإنسان تأثيراً سلبياً؛ كونها تُلهييه عن عمله وتفصله عن واقعه لوقت طويل يتكرر كل يوم ، وتكثر لدى الشباب المراهقين؛ كحلم المراهق بأن يصبح بطلًا رياضياً، أو ممثلاً عالمياً شهيراً
متى يصبح الخيالُ مرضاً؟!.
أثناء فترة الطفولة يمكن للخيال أن يكون مشكلة أذ أنه يوفر هروب من الواقع، رويداً رويدا يصبح كالمُسكّر
الذي لا يمكن التخلي عنه فهو شعور جميل لم يختبره الطفل أبدًا ، بعد هذا الشعور بالبهجة يعتقد الطفل انه شيء حقيقي و ثابت.
تكمن المعضلة عندما يكون التخلي عن الخيال مثل التخلي عن مادة مدمنة !!.
كالإدمان المصحوب بأعراض انسحابية شديدة ، و كذلك يمكن أن ينشط مشاعر الفقد والفراغ .
أثناء الطفولة و المراهقة يمكن أن توفر التخيلات مصدرًا موثوقًا للراحة والتحفيز ، عندما لا يكون الأبوين مصدر ثقة و راحة لأطفالهم ، يمكن أن تصبح التخيلات قهرية ومتكررة ، وتتطور إلى أعراض. قد تستمر هذه الأعراض حتى مرحلة البلوغ عندما لا يعود الشخص البالغ بحاجة إلى الراحة التي ذكرناها، و حتى عندما تتوفر له مصادر الحب الحقيقية.
من الممكن أن ينشغل الأشخاص كثيرًا بالخيال أو بمسألة متخيّلة بحيث تتداخل مع حياتهم اليومية أو تسبب ضغوطًا نفسية كبيرة لهم، و قد تدل الأفكار أو التخيلات المتكررة أيضًا على اضطراب الوسواس القهري.
هنا يمكن أن تبدأ الخيالات المتكررة والمتطفلة – لا سيما تلك التي تصوّر العنف أو الأفعال الجنسية مع المحارم في الشعور بالخوف أو أنها خارجة عن سيطرة الفرد، هنا طلب المساعدة من معالج نفسي يصبح لزاماً!!.
أما الشخصية المعرضة للخيال فهي نزعة أو سمة شخصية يختبر فيها الشخص انخراطًا ممتدًا وعميقًا ومستمرًا في الخيال، قد تواجه هذه الشخصية صعوبة في التمييز بين الخيال والواقع وقد تعاني من الهلوسة لتعيش في خيال مفرط … تعيش عالم الأحلام الى الأبد.
ماذا عن تخيلات المرضى الذين يعانون من مرض جسدي حقيقي؟.
إن جميع المرضى الذين يعانون من مرض جسدي لديهم خيال ضمني بشأن سبب مرضهم. من الممكن استنباط هذا الخيال من قبل الطبيب النفسي الاستشاري و كذلك الطبيب المعالج للأمراض الجسدية . في الطب النفسي و علم النفس يتوافق معنى الخيال أيضاً مع النظرية الديناميكية النفسية للسلوك البشري…. بمجرد فهم الخيال ، يمكن تطبيق النظرية في علاج المريض.
لهذا يجب على الأطباء الذين يجرون استشارات بشأن مرضى الحالات الجسدية أن يسألوا كل مريض
عن تصوره و كيفية أدراكه لمرضه ، فعلى المستوى الواعي وغير الواعي ، هو لديه “خيال أساسي” حول المرض و لماذا أُصيب به.
لا يمكن فصل مفهوم المريض عن المرض الذي يعاني منه – عن سبب اعتقاده لماذا هذا المرض ظهر لديه . لدى المريض دائمًا أفكار محددة حول سبب زيارته للطبيب أو وجوده في المستشفى . قد يعتقد المريض (بشكل صحيح في بعض الأحيان) أنه مصاب بمرض معين. من الواضح أن فكرة المريض عن المرض الذي يعاني منه قد تكون أيضًا غير صحيحة تمامًا وبالتالي فهي خيال كامل. يمكن أن تكون أفكار المريض فيما يتعلق بنوع المرض الذي يعاني منه موضوعًا مهمًا و يظهر لنا مهمة موضوعية يجب مناقشتها .
لهذا علينا أن نركز مع كل مريض حول مفهومه و إدراكه عن سبب مرضه.