الحركة السلوكية  المهدوية أصحاب القضية إنموذجاً / علاء الخطيب

الحركة السلوكية المهدوية أصحاب القضية إنموذجاً / علاء الخطيب

علاء الخطيب

تتمظهر  الحركات السلوكية تبعاً للظرف الذي تنشأ فيه وتتسمى باسماء مختلفة لكن جوهرها واحد، وهوتعجيل ظهور الامام المهدي عبر نشر المنكرات

ففي كل مرحلة من مراحل الاحباط واليأس والنكوص التي يمر بها المجتمع يطل السلوكيون باعناقهممعتقدين انهم يمتلكون الحقيقة، وان إصلاح الكون سيتحقق على ايديهم بظهور المهدي المنتظر .

السيد مقتدى الصدر في بيانه الاخير ضد ما يسمى بـاصحاب القضيةفتح الباب على اشكالية كبيرةفي المجتمع الشيعي وهيالحركة السلوكية المهدويةالتي مرت بادوار عديدة وتسميات عدة وقد شهدالعراق الكثير من هذه الصرعات المهدوية والتي شغلت المجتمع العراقي ردحاً من الزمن  منها .

الشيخية والبابية

واحدة من اهم الفرق التي  ظهرت في العراق على يد الشيح احمد زين الدين الاحسائي ، الذي إدعى انهيتصل بشكل مباشر مع الامام المهدي ، وان ما يقوله ليس عن نفسه وانما  عن اتصاله بالائمة ومعهم السيدةالزهراء،  وبعد موت الاحسائي تولى زعامة الفرقة تلميذه البار السيد حبيب الرشتي ، الذي بشر بالظهورالقريب للمهدي ، اذ لم  يوص بعد موته لاحد فقد قال لاتباعه هيموا في الارض وفتشوا عن الامام  فان ظهورهقريب .

وكان احد تلامذة الرشتي  شيخاً ملتزما بتعاليم استاذه  هو الشيخ حسين البشروئي ، خرج  يبحث عنالمهدي، فوصل الى شيراز  ، والتقى بشاب جميل ذكي يرتدي العمامة السوداء وكان احد طلاب الرشتي لفترةقصيرة في كربلاء وهو علي محمد رضا الشيرازي ، الا ان البشروئي لم  يكن يعرفه من قبل ،  اخذ الشيرازييسئل البشروئي عن الرشتي. ووصاياه في البحث عن المهدي  وهو يجيب، فقال الشيرازي ، هل ترى ان ماذكره الرشتي ينطبق علي ، وكانت احدى علامات  الظهور تفسير سورة يوسف بطريقة مختلفة عن التفسيرالاعتيادي ، وكان الشيرازي قد اطلع على تفسير الرشتي ، فقصه على البشروئي وراح الاخير يبشر  بالشيرازي بانه الدليل على الامام ، واعلن الشيرازي بانه باب الامام  المهدي واطلق على نفسه   لقب البابوانشأ الفرقة البابية الذي انتجت الفرقة البهائية لاحقاً .

قرة العين والحركة البابية

في  العام 1844 سكنت في كربلاء سيدة ايرانية جائت من قزوين، أيام والي بغداد العثماني نجيب باشا ،  لتلتقي باحد علماء الشيعة الاخباريين وهو السيد كاظم الرشتي ، وما ان دخلت كربلاء حتى رأت  جنازةالرشتي ترفع ، لكنها لم يمنعها ذلك من المكوث في المدينة.

كانت أسرةقرة العينمن ألأسر الدينية المعروفة، و هي سيدة ذات علم وفصاحة وبلاغة وذكاء مفرط  تسلب الألباب تعلمت على يد عمها وأبيها وأخذت بعد ذلك تلقي الدروس الدينية على الرجال والنساءوأصبحت ذات شهرة واسعة وعلم جم وكان تكاتب أستاذها السيد حبيب الرشتي وتأخذ منه الدروس وتلتزمباوامره، و راحت تبحث عن المهدي الموعود

و سمعت بالشيرازيالباب فأسرعت الى التصديق به والدعوة له ,والتقت به، فأطلق (الباب) عليها أسم ( حروف الحي ) أي حروف الله وأخذت تكتسب الاتباع والمريدين فوجهت الأذهان الى ذلك الرجل المدَّعي أنهالمهدي الموعود المنتظر وأخذت تتنقل في المدن العراقية وتدعو بدعوتها  وكان الناس يصلَّون ورائهاويستمعون دروسها ويطبقونها .وكانت تعتقد أن الباب هو الإمام المهدي الذي يبدل ما أعتاد عليه الناس منالدين  ويقتل العلماء ( المراجع ) لآنهم مراجع ضلال, لذا كان أتباعها يسيؤون الى مراجع الدين ويشتمونهم,  وأعتقدت  أن أتباع  الباب هم  الزهراء المتمثل بشخصها و الأئمة من علي الى الحسن العسكري هم الملتفينحول الباب, وهذا هو مفهوم الرجعة عندها  وهو مفهوم لدى الشيعة الإمامية يقول أن الأئمة عليهم السلامسيرجعون الى الدنيا بظور الإمام المهدي .  وحدث أن الرجل الملقب بالباب قد ألقي القبض عليه وحكم عليهبالاعدام.

وعند اعدام الباب ، عقد البابيون ( أتباع المهدي الموهوم)  مؤتمرا ً كبيرا ً في مدينة  بدشت ( إيران)  ليتدارسوا أمرهم, ونشب نزاع بينها وبين احد اتباع الباب ويدعى القدوس انتهى بالزواج منها  وتأسستالفرقة البهائية على اثر ذلك.

وقتلت قرة العين وانتهت القصة .

السلوكيون الجدد

في تسعينيات القرن الماضي ،  وما هيأته الحملة الايمانية  من بيئة خصبة ظهرت مجموعة من السلوكينفي  النجف  في ظل مرجعية السيد محمد الصدر ، وقاموا باعمال  منكرة قتلوا  رجال الدين وارهاب الناس .

فقتلوا الشيخ البروجردي والشيخ الغرويحسب  نقل احد اعضاء المجموعة، وتبريرهم في ذلك ان الامامالمهدي لا يظهر حتى  يقتل كثير من المراجع ، لانه لا يأتي حتى تمتلأ الارض  ظلماً وجورا.

فهؤلاء يجيزون لانفسهم  نشر المنكرات من اجل اثارة غضب الله كما يدعون ، وبذلك يعجلون في عمليةالظهور .

الحجتية

ففي العام 1953 ظهرت في ايران. حركة اطلقت على نفسهاالحجتية، اي الذين ينتمون للامام الحجة بنالحسن ، اسس هذه الفرقة الشيخ محمود حلبي ، وهم يمهدون الطريق لظهور الامام ، كما يدعون . ولديهمافكار غريبة.

أصحاب القضية

لم يكونوا اصحاب القضية بالمبتدعين في دعواهم  بان السيد مقتدى الصدر هو المهدي المنتظر فهم امتدادلكل الحركات السلوكية القديم وحتى تلك التي ظهرت مؤخراً كجند السماء و احمد الحسني اليماني وغيرهم.

فاصحاب القضية استمدوا شرعيتهم من تلك الدعوات الضالة  القديمة والحديثة ، وكذلك منً تلك الاشكاليةفي الفكر الشيعي .

وسيبقى مدعي المهدوية مستمرون ما دام هناك مساحة متروكة  وادبيات دينية تتيح لهم استغلال هذهالظاهرة واللعب بها على عقول البسطاء.

(Visited 5 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *