البصره / المستقل خاص
ارث جوهري، ارث عمره الاف السنين، ارث سومري
يفخر به العراقيين كارث انساني ، يقال ان الاهوار هي جنات عدن الذي ذكرت في التوراة و القرآن، و يقال و يقال عن تاريخ اول قصيدة حب كتبت في العشق، عشق القصب والطين واسرار ماء الفرات والارث الكبير الذي حققه الانسان العراقي منذ الاف السنين واسس حضارة عريقة كل كيانها من ذلك الطين والماء والقصب يشعر الانسان تجاهها بمسؤولية وجدانيا تجاه ذلك العشق الذي لايمكن ان ينفك تاريخه عن ذات الانسان..
سيما و ان الدكتور ناصر سماوي الذي ولد على ضفاف اخر شواطيء الفرات ولازل لا يافارق تلك البقعة .
يقول و انا واشاهد عظمة الهور الذي ينهش اطرافه الانقراض وتبتلع ثروته الملوحة وضعوف موارد ساكنيه وغيابه عن انظار القائمين على الدلة ..
كل ذلك يحتم بلورته في عقلي وروحي كوني فنانا تشكيليا ارى بدقة جماله وكيف يغطيه الذبول حتى صار هاجسي العمل في اقامة مشروعا على نفقتي الخاصة اسسته من سبع سنوات دون ان افصح عن نواياي واهدافي حيث صعوبة الافصاح ومايشكله في تبدد الاصرار والعزيمة وتشتت الافكار حتى اشرفت على الانتها من ذلك وقد احتوى المكان قاعة كبيرة للعروض الفنية منها التشكيلية اولا وغيرها ..
وافيحت المكان حتى يكون مؤهلا لتضمين جغرافية المكان وجمال امتداد افاقه الى اهوار البصرة التي هي تسمى اهوار الحمار باصلها .
وشيدت المضيف السومري من القصب وعنونت المكان لواقه المشابة كبوابة فعلا لاهوار البصرة كونه يقع بمقربة متماسة بالاهوار ليكن محطة انطلاق امنه الى عمق الاهوار فيها استراحة ومضافة وغاليري وتم بعد ذلك انشاء بوابة رمزية للعنوان من القصب امتثلت في الانظار انها بوابة اهوار البصرة ..
وبذلك ذهبت افكار العامة انه صرحيا ترفيهيا ولكن المشروع اوسع من ذلك حيث بما يمتلكة من مقومات بوجود غاليري كبير وبمساحة تتيح اقامة العروض المسرحية والسينمائية والجلسات الادبية والنقدية سيشكل بذلك بوابة ثقافية تستنهض الوعي المجتمعي من الفئة الساكنة بقرى الاهوار الى ان تحقق وعيا مجتمعيا مثقف يتيح لذاته انفتاح النظر الى اهمية الاهوار كأرث تأريخي من خلاله قدم العراق نفسه بالماضي انه سيد العالم .
ومع ما يعيشه المثقف والفنان من انحيازية للمدنية وانغلاقه على وجه واحد يشكل هذا المشروع ومضة ضوء تتسلط على كسر قيد الفوارق المجتمعية وحجب فوارق الزمن بين الماضي والحاضة كمحاولة البحث عن اصول الذات العراقية التي هي بجمعها تأسست وارشفت وعيها الثقافي من واقع منابع الماء ومجاورة الطين والقصب ..
ولمشروع بوابة اهوار البصرة منافذ عدة منها ان تدفع وهم الخوف الذي يقلق الراغبين بالتجوال في شواسع المساحات الفارغة من السكن ومن اي وسيلة للعيش يستهدف هذا المشروع كسر قيد وهم الخوف واتاحة فرصة الاطلاع على الاهوار مريد بذلك الفات نظر الجميع لاهميته كأرث طبيعي وكأرث احتضن اصل الحضارة العراقية وايضا كوارد اقتصادي يستقطب العالم لذلك ..
هذا المشروع الثر الغني بالمعاني و الايثار، مهم و ضروري في وقتنا الحالي، مهم لارشفة و خلق ذاكره جمعية في ارث الرافدين، ارث سومر الغني، كيف و قد نظر اليه فنان بعين الحياة المعاصره التي نعيش كل تناقضاتها و اخفاقاتها السياسية و التي تنعكس بالضروره على الواقع الثقافي في البلد