عراقي يحارب خصومه الرقميين

عراقي يحارب خصومه الرقميين

تمتلئ غرفة نوم العراقي علي واثق فرهود يوما بعد
يوم بأصوات الطلقات النارية والصراخ وأصوات الضرب
على لوحة المفاتيح الخاصة به والتي لا تكاد تتوقف، بينما
يحارب من أجل حياته الافتراضية ضد خصومه الرقميين.
وحوّل فرهود ) 24 عاما( وهو من مدينة السماوة بمحافظة
المثنى، غرفة نومه إلى غرفة ألعاب خاصة، ويكسب ما
يكفي من المال لإعالة نفسه من خال بث ألعابه عبر
الإنترنت لمتابعيه الذين يتخطى عددهم مليونين.
ويقضي الشاب العشريني في بعض الأحيان نحو 18 ساعة
يوميا على الإنترنت، يناضل من أجل حياته ضد خصوم
رقميين. ويصف فرهود، الذي يكون مستغرقا تماما عندما
يحارب على الإنترنت، نفسه بأنه لاعب محترف في ألعاب
الفيديو، وأول شخص يصوب على الهدف في اللعبة.
وعرف فرهود أول مرة ألعاب الفيديو في 2003 ، عندما
اشترى والده أول جهاز كمبيوتر للأسرة، مشيرا إلى أنه بدأ
يدمن ألعاب الفيديو منذ كان عمره تسعة أعوام. وقال
“منذ دخل جهاز الكمبيوتر منزلنا قبل 18 عاما صار كل
اهتمامي منصبا على ألعاب الفيديو.. تأثرت كثيرا بهذا
العالم الافتراضي، حتى أنني كنت أتقمص دور شخصيات
الألعاب وقصصها”.
الإيرادات التي تجلبها صفحة فرهود وفريقه على وسائل
التواصل الاجتماعي تكفي لتغطية نفقاتهم ولم تكن
الدراسة ولا الجلوس مع الأصدقاء يجذبان اهتمام الشاب
العشريني في مختلف مراحل عمره، بقدر ما كان يهتم
بألعاب الفيديو، ومع ذلك حاول لمدة عام ونصف العام
التخلي عن اللعب.
لكنه قرر بعد تخرجه في هندسة الكمبيوتر الآلي أن يحول
شغفه إلى عمل فأسس “جيمرز كافي” أو “مقهى ممارسي
ألعاب الفيديو”، وهي صفحة على فيسبوك يضع فيها
هو وفريق من اللاعبين من أنحاء العراق لقطات لألعاب
الفيديو الخاصة بهم عليها. وأوضح “حولت إدماني على
اللعب من شيء ضار لحياتي الاجتماعية وعائلتي ودراستي
إلى أمر مربح”.
وفي 2019 بلغ عدد متابعي صفحة فرهود وفريقه
مليون متابع، قبل أن يتضاعف العدد في العام التالي
إلى مليونين. ولفت إلى أنه “في 2016 أنشأنا فريقنا
الأول وتحت اسم ‘عائلة مقهى ممارسي الألعاب’. صنعنا
محتوى كبيرا في ذلك العام واستمرينا، ومنذ عام 2017
بدأنا البث على فيسبوك، لاسيما من خلال شخصية ببجي
ولاعب غير معروف في ساحات القتال. وفي 2019 وصلنا
إلى أول مليون متابع على صفحتنا، وكان ذلك مدهشا.
وفي 2020 وصلنا إلى مليوني متابع وحققنا أشياء كثيرة”.
وساهمت أزمة جائحة كورونا والإغلاقات المرتبطة بها
جزئيا في الزيادة السريعة لمتابعي صفحة فرهود. ووفقا
لفرهود، فإن اللعبة الحربية ببجي تساعد لاعبها المتأثر
بسنوات من الحرب والأزمات على إخراج غضبه وكمّ
قهره، بالاندماج في اللعب حتى يتماهى مع ببجي.
وتكفي الإيرادات التي تجلبها صفحة فرهود وفريقه على
وسائل التواصل الاجتماعي لتغطية نفقاتهم.
وأكد الشاب العشريني أنه أصبح أكثر اهتماما الآن بإنتاج
محتوى لصفحته أكثر من الفوز في ساحات المعارك
الافتراضية. وإضافة إلى عائدات الإعلانات، يكسب فرهود
وفريقه المال من تبرعات المتابعين العراقيين.
وفرض البرلمان العراقي منذ عامين حظرا على بعض
ألعاب الفيديو الشعبية على الإنترنت، مشيرا إلى تداعياتها
السلبية، لاسيما على الصغار في بلد ابتُلي طويا بحروب
فعلية. وجاء في نص قرار الحظر أنه صدر “نظرا لأن
إدمان ألعاب الفيديو له تأثير دائم على الصحة الجسدية
والعقلية”، ويقول فرهود إنه لا يروج للإدمان لكنه يقدم
ألعابا للترفيه فقط.

(Visited 8 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *