علاء الخطيب
يعتقد البعض ان مصطلح الامر بالمعروف هو مصطلح ديني او مرتبط بالعقيدة ، ربما لديه بعض الحق، اذ ربط رجال الدين هذا المصطلح بالامور العبادية والعقدية فقط، وربما شُوِّه المصطلح حينما اسست بعض الدول الثيوقراطية هيئات تحت يافطة ” الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ” لتحث الناس على الالتزام بالصلاة والصوم والحجاب بالاجبار والقسر ..
لكن الحقيقة ان “المعروف” ليس اجبار الناس على العقيدة ، بل هو الاستقامة في كل شيء .
المعروف هو كل ما يستحسنه العقل .
النظافة ، العدل، الصحة، التربية ، التعليم ، الحب، النزاهة ، الصدق ، الاخلاص بالعمل ، الابتسامة، الكلمة الطيبة، بر الوالدين ، المعاملة الصادقة، الوطنية، الامانة والوفاء بالعهد ، وقس على ذلك.
اما المنكر هو كل فعل يحكم العقل بقبحه، وهو نقيض المعروف ، فكل ما يستقبحه العقل فهو منكر وكلما يستسيغه العقل فهو معروف .
والامر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يحتاج الى هيئات ولجان ودوائر تراقب وتحصي انفاس الناس في الشوارع كدوائر الشرطة والامن ، ما دام الامر متعلق بالدين كما يقول رجال الدين فلا حاجة لاجبار الناس على فعل المعروف .
المعروف هو قيمة اخلاقية منوطةٌ بالوازع الداخلي، المرتبط بالقيم المغروسة في داخل الانسان.
ولنعد قليلاً الى المصطلح ونرى التعريف ، فقد قلنا ان المعروف هو الصدق. والحب والامانة و النزاهة، وكل ما هو نقيض لهذه الصفاة فهو منكر .
هذه القاعدة دعونا نطبقها على ما يدور في محيطنا و على الطبقة السياسية ونرى هل هم يسيرون باتجاه المعروف ام باتجاه المنكر .
تقول القاعدة الاصولية ” الزموهم بما الزموا به انفسهم ”
الذين يدعون الوطنية والنزاهة ،ثم يفسدون ويسرقون هل هم بجانب المعروف ؟
بالتأكيد : لا
الذين يحثون الاخرين على الالتزام بالواجبات ولا يلتزمون باداء واجباتهم
هل هم مع المعروف؟
بالتأكيد حسب القاعدة: لا
اذاً اياك َان تأمر بالمعروف وانت تقف مع المنكر ، فهذا سيجعلك منافقاً وسيحاسبك التاريخ .
المعروف صفة تتمظهر بالسلوك العلني والمخفي ، صفة تلازم الخير لها شروط واضحة .
لذا ليس مهما ان تلتزم بالفرائض الدينية وتترك الاستقامة والعدل والامانة والوفاء بالعهد و غيرها من الصفات الحميدة .
لا تأمر بالمعروف وانت فاسد .
نقطة راي سطر