د. محمد فلحي
اكثر عبارة يتبادلها العراقيون في جميع المناسبات،بعد السلام عليكم هي: اشلون الصحة( كيف الصحة)!
الصحة أثمن ما في الحياة، ودونها المال والبنون، وكل ما يملك المرء لا يساوي شيئا أمام نعمتي الصحة والأمان اللتين وصفهما امام المتقين بأنهما نعمتان مجهولتان!
تابعت قبل أيام سجالا صحيا ،بنكهة شبه سياسية، بين رئيس الوزراء الاسبق أياد علاوي ووزارة الصحة العراقية، حول تردي الخدمات الصحية في العراق إثر تصريح تلفزيوني من قبل علاوي حول وعكته الصحية الاخيرة قائلا ان الاطباء العراقيين نصحوه بتلقي العلاج في الخارج ، وقد فعل، وكتب الله له السلامة على أيادي الأجانب، كما هو شأن آلاف العراقيين الذين يضطرون لتلقي العلاج خارج العراق بتكاليف باهضة !
وزارة الصحة زعلت من تصريح الرئيس الاسبق وردت عليه ببيان غاضب ، وهو رد عليهم مفندا ومنزعجا !
لا يحتاج المواطن ان يعرف الحقيقة من خلال تصريحات او بيانات اذ يكفي ان تجبره ظروف صحية لمراجعة اي مستشفى حكومي او أهلي لرؤية هول الكارثة ونوع المعاناة وتردي الخدمات وسوء المعاملات وفشل الادارات ونقص العلاجات!
في زاوية مضيئة من المشهد الصحي قرأت خبرا عن افتتاح مستشفى انشأته العتبة الحسينية المقدسة أخيرا يقدم خدمات راقية من ضمنها جهاز كشف الاورام (بت سكان) وهو جهاز فشلت وزارة الصحة في توفيره رغم اهميته في كشف مرض السرطان بطريقة تقنية دقيقة جدا، ويضطر المواطن العراقي الى السفر الى دول مجاورة او بعيدة لاجراء هذا الكشف بكلفة لا تقل عن الفي دولار، طوال السنوات الماضية!
وهنا قد يتساءل المرء ما علاقة العتبات المقدسة بالمستشفيات، فهل هي دولة داخل الدولة وهل هي وزارة بدون وزير!؟
واجيب كمواطن ذقت مرارة الفشل الصحي وجربت معاناة الاهمال والاستغلال، عندما كنت اراجع في علاج احد افراد عائلتي من المرض الخبيث، نعم من حق العتبات ان تسد فراغا هائلا في جدار الدولة المنخور بالفساد، ويحق للعتبات فتح المستشفيات ورعاية الزيارات والصلوات في آن معا، وذلك في ظل غياب وفشل من يعنيهم أمر الصحة والحياة!
اشلون الصحة!؟ / د.محمد فلحي
(Visited 21 times, 1 visits today)