اللهاث السلطوي … حسين الصدر

-1-

حسين الصدر

المطروح في الساحة الإعلامية اليوم أنَّ هناك حقائبَ ومناصبَ تُشترى بالملايين منالدولارات، وهذا الأمر لم يكن معهوداً في العراق ،لافي أيام العهد الملكي ولا في ايام العهدالجمهوري قبل 9/4/2003

-2-

وتخصيص الملايين من الدولارات للاستحواذ على المنصب، يعقبه

وبكل تأكيدمشاريع استنزاف للثروة الوطنية تُعيد للباذل ما أنفقه للحصول علىالمنصب مُضَاعَفاً ، وكبش الفداء في الصفقات المواطنون العراقيون..!!

-3 –

ومن الثوابت في هذا الباب :

أنَّ ذوي القدرة العلمية والمهنية من الوطنيين المخلصين  يتحاشون اللهاث وراء المناصبلأنهم يرون انفسهم أكبر منها ، أما الطامعون اللاهثون وراءها فهم في الغالب مِنْ سَقَطالمتاع ..!!

-4-

ويحدثنا التاريخ عن محاولات محمومة تسترت بِالِدين للحصول على المناصب .

فقد جاء في التاريخ :

ان بلال بن ابي بُردة عامر بن ابي موسى الاشعريالذي ولي القضاء أيام خالد القسيريولم تحمد سيرتُه في القضاءوفد على عمر بن عبد العزيز فلزم سارية المسجد يصلي ،فقال عمر بن عبد العزيز للعلاء بن المغيرة :

ان يكن سرُّ هذا كعلانِيَتِه فهو رجلُ أهلِ العراق غير مُدَافع .

فقال العلاء :

أنا آتيك بخبره .

فجاءه وقال له :

قد عرفت مكانتي من أمير المؤمنين فإنْ أشرتُ عليه بأنْ يختارك لولاية العراق فما الذيتجعله لي ؟

قال :

عشرون ألف ألف

( اي عشرون مليوناً )

قال :

فاكتبً لي ،

فكتب له :

فلما رآه عمر كتب الى والي الكوفة

( أما بعد :

فان بلالاً غرّنا بالله فكدنا نغتر ،

ثم سبكناه فوجدناه خُبْثَاً كله ،

فلا تستعنْ على شيء مِنْ عملك بأحدٍ من آل ابي موسى )

-5-

انّ تحكيم المعايير الموضوعية في اختيار مَنْ يشغلُ المناصبَ المهمة هو صمّام الامان، والافان دورة العناء والاضطراب تستمر مُسبِبةً المزيد من الاوجاع .

(Visited 18 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *