مقدمة ابن شمشون … د. كاظم المقدادي

مقدمة ابن شمشون … د. كاظم المقدادي

د. كاظم المقدادي

يبدو ان حكاية شمشون التي كتبت فيالعهد القديم  وهو الرجل الخارق بقوته ، وجرأته، وتحديه لأسود الغابة ،، تظهر ملامحها اليوم على رجل الكرملين الاول بوتين .

في  اللهجة العراقية ،، نستخدم مفردةبوتينلنوع متميز من الاحذية لكل القياسات ،،لكن يبدو  ان الزعيم الروسي بوتين ، لم يكن مقاسا ملائما  لأحد ، فمضى وهو ( يلبس) الجميعاوكرانيين واوربيين ، شيوعيين وليبراليين ، دكتاتوريين وديمقراطييندون انيلبسه احد .

الدول الاوربية ، وحلف النيتو  ومعهم الولايات الامريكية ،، تفننوا  باجراءات المقاطعة ،التي طالت روسيا  بشكل خطير و فوق المعقول ،، عقوبات عسكرية قاتلة ، واقتصاديةقاسية ، والكترونية خانقة ، مع حرب  نفسية مدمرة .

روسيا ،، لحد الآن  لم ترد بالمثل ، ولم تقطع الغاز  ولا النفط عن اوربا ،، لكنها ظلت تسربالاخبار من حين لاخر ،، عن امكانية استخدام السلاح النووي ، وقطع الكابلات البحريةعبر المحيطات عن الولايات الامريكية والدول الغربية ، الى امكانية تعطيل الانترنتوالفيسبوك وتويتر وانستغرام وسواها ،، وهذا يعني قطع  شرايين الاقتصاد والطاقة ،وشرايين الخدمات العامة ،، وعودة امريكا  والغرب والعالم ، الى ما قبل ثورة تكنولوجياالاتصال .

العرب ،، كالعادة متفرجون على الحروب في الصالات المتلفزة ، همهم الكبير معدتهم ،   والحصول على القمح  الروسي والاوكراني ، و فرحة وصول  اللاجئات الاوكرانياتالحسنوات الى المطارات العربية.

الثابت .. ان الحروب تكشف عن عورات  وعنصرية وسفاهة الانظمة السياسية ،، سواءكانت ملكية او جمهورية ، ديمقراطية او قمعية ،، وقد كشف الاعلام الغربي عن الهويةالعنصرية والفوقية للاوربيين ، وهو يسرد اخبار الحرب الروسية الاوكرانية ،، ومنها وضعالطلبة العرب الذين وجدوا انفسهم على حدود اوربا الشرقية ، وكيف تم التعامل معهمبطريقة مؤسفة و مذلة وفوقية .

اما  العداء للشعب الروسي ، فحدث ولا حرج ، اجراءات  انتقائية ..  منع الرياضيين الروسمن الاشتراك في البطولات العالمية ، وتوقف  تدريس الاداب الروسية ،، منها روايات الاديبالروسي ديستوفسكي في المعاهد الايطالية ، والتضييق على حركة المواطنين الروس فيالعواصم الغربية ، وربما سيعطلون تدريس اللغة الروسية ،، تماما كما فعل سابقا الرئيسالاوكراني زيلينسكي في المدارس والجامعات الاوكرانية.

الزعماء الاوربيون الذين فشلوا في الحد من  وباء كورونا ،، ارادوا التعويض عنهابعنتريات سياسية ،، البريطاني جونسون انشغل بخطابات نارية ، وكأنه يريد ان يعيدبطولات مدام تشرشل في حرب الجزر الفوفكلاندية ، وماكرون الفرنسي يحاول عبثاتحسين صورته تمهيدا لجولاته الانتخابية ، اما الالماني شولتز  فقد اعترف صراحةباعتماد بلاده على خمسين بالمئة من  الطاقة الروسية ،، اما  المتعثر بايدن سيد البيتالابيض ، فهو يخطط لتوريط اوربا بحرب لا تبقي ولا تذر ،، وهو البعيد عن الاراضيالروسية والاوكرانية .

هل نحن امام  سيناريو الحلفاء ،، ودول  المحور ، كما حصل في الحرب العالمية الثانية ،في حالة عدم تراجع بوتين عن امن روسيا القومي و مجالاتها الحيوية ،،

وهل سيتم اعادة تشكيل الخارطة الجغرافية السياسيةجيوبولتكمن جديد ،، التنينالصيني ، الطامع بعودة تايوان بعد فراق ، والسلطان العثماني المتحفز لقضم شمالالعراق ، وكوريا الشمالية التي تستعرض صواريخها ، وهي التي تعاني من الفقروالاملاق .

لا تذكروني بالامة العربية ( العقيمة) فهي مشغولة بترقية جماعات الاسترخاء الوطني ،وبحروب داحس والغبراء في يمن  الحوثيين ، وبعودةاللاجئين السوريين ، وبدستورالتونسيين ، والتوتر بين المغاربة والجزائريين ، وبالاغلبية الوطنية ، وتوافقية  العراقيين .

اما الصومال البعيدة ،،  فهي مهتمة بوصول قوافل الموز الصومالي الى موائدالامبرياليين ،، وحيا الله اخوتنا الصوماليين ..

(Visited 7 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *