السلطة و المعرفة

السلطة و المعرفة

 

المعرفة و السلطه

العلماء يتساقطون هما و فما امام السلطة، هكذا الفنانون و باقي اصناف الحقول الثقافية، فالمعرفة او الثقافة تكون بالند للسلطة، لا تحبها دائما، و تقف لها بالمرصاد ، فان اخطء احدهم
( اعني السلطويين) هب الجميع بالنقد و التجريح و التشهير بهم، هكذا هم اصحاب السلطة في كل مكان وزمان.

يقال باطلا و بهتانا بان الصحافة هي السلطة الرابعه، و انا شخصيا لا اعتقد هذا ابدا، لان الصحافة، نعم تقوم بدور المثقف او العالم، لكن ليس لديها اية سلطة تستطيع ان توقف ما يفعله اصحاب السلطه الحقيقية، سلطة السلاح و المال، بل بالعكس هذه الايام، الصحافة تتوسل بالسلطة كي تمدها العون و الاستمرار، و هنا انا لا اقصد جهة صحفية دون اخرى، فترى الكثير من اصحاب القنوات الفضائية ، او المحللين السياسيين، تنقلب مبادئهم او دفاعاتهم، من جهة اليمين الى الشمال وبالعكس، و هذا دليل على خضوع السلطة الرابعة الى اصحاب السلطة اعني النفوذ السياسي و المالي، فالسلطة الحقيقية، ليست في تغيير وجهة نظر الشارع كما يقال، بل في تغيير بوصلة الاتجاة الى ما تريده السلطة.

لنا في كل الازمان امثلة كثيره، لكن المثل الاقرب لي او بالنسبة الى ابناء جيلي الذي عايش زمن صدام حسين، لنا امثلة كثيره، فمنهم من غير بوصلته ومنهم من ثبت و دافع عن ما اسماه بالمبادىء و القيم و المثل، و هذا النفر خاضع الى سلطة كبرى او الى ممول كما يقال، فصاحب الشأن الذي دافع عنه طوال حياته، لايزال يعيش و يمول و يتبنى حتى ولو انه مات جسديا.

السلطة شيء مغري، و الذي يريد ان يعيش في الصدر و يرفض الهامش، عليه دائما ان يخضع للسلطة، عدا هذا لابد ان يعيش اصحاب المباديء و القيم الا في الهامش، مهمشين، لا يستطعون ان يوفروا لقمة العيش، او انهم قضوا نحبهم في الاستشهاد كضحايا المباديء و القيم التي حملوها و التي استفاد منها من جاء من بعدهم ، ليتفاخر و يقول اما ابن الشهيد او اخو الشهيد ان انا ابن فلان الذي ضحى كل عمره يدافع عن المباديء و القيم و المثل.

فالمعرفة تصبح داء خطير على صاحبها و الوعي اخطر من اي شيء، و حتى الكتاب المقدس اقصد الانجيل، يجعل من المعرفه خطيئة، حيث اكل ادم التفاحه من شجرة المعرفه.

(Visited 5 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *