عمود ( قطرة حبر )
رياض الفرطوسي
الى احرار الوطن .. عليّة القوم
الى محطّات وقنوات وصحف ووسائل اعلام مرئيّة ‘ومقروءة‘ومكتوبة‘ شريفة‘ ووطنية.
الى المشغولين بنفايات الاموال التي اقترفوها‘ والقصور التي سكنوها ‘وهي ليست لهم‘ بينما الشّعب يئنُّ ويَوئد وعهودهم هواء في شبك‘ وكلامهم خواءٌ وتكرار‘ حتى تمادى دينارنا بالهبوط ‘واقتصادنا بالقنوط .
من قلب الالم والوجع، من بيوت الطين وسكن التجاوزات والفيضانات والنفايات والمصحات والمنافي الباردة والانين والالم والموت، من اعمدة النور المتهاوية التي تتراقص امام الريح ، من الأرض البور التي تفتقر الى الزراعة والاستثمار، من كوابيس الفقراء، من المصانع المتوقّفة عن الانتاج والعمل، من السّروج التي لم تجد خيلاً لها، من الادوية الفاسدة والمغشوشة، من بُرك المياه الآسنة، من أصابع ادمنت الارتعاش مرضا وجوعا وبردا وقلقا وخوفا وانتظارا بِلا أَمل، من المصحّات التي تفتقد للرّعاية والاهتمام، من الطّرق المسدودة والمزدحمة والملوّثة بالدّخان الاسود والقاذورات، من حناجر واصوات الامّهات الثّكالى وهنّ يبحثنَ عن رعايةٍ واهتمام، من سعال اليتامى في مصحّات الاطفال المهملة، من داخل صفوف مدارس الطيّن والمدارس المكتضّة بالتلاميذ والتي تفتقر الى ابسط شروط التّعليم الصحّي، من بيوت أسر الشهداء والمجاهدين والمقاتلين الذين لم يجدوا قوت يومهم.
من سيارات الاسعاف التي لم تصل الا بعد موت الضحية ‘من دوائر التزوير والرشوة وهي تتربص لجيوب الجياع ‘ من الكفاءات المطرودة في اخذ دورها الوطني ‘ من ثلاجة المستشارين التي تكتظ بالمنسيين وغير المرغوب بهم ولا عمل لهم سوى قراءة نشرات الاخبار اليومية. من شعارات الاصلاح التي صدعت رؤوس البسطاء دون ان يحصلوا على شي حقيقي منها. من اهوار الجنوب الحزينة التي جفت بفعل الاهمال.
هؤلاء لا يريدو سوى العدل وارجاع الحق لاصحابه من دون شعارات فضفاضة بعيداً عن ايّ خطاب ديني أو طائفي أو قومي أو حزبي وانّما خطاب صدقٍ مسؤول، مدنيٍّ ووطنيٍّ يعيد للوطن هيبته وللشعب حقوقه. والله من وراء القصد.