علاء الخطيب
من الاهمية بمكان ان تحدد اولوياتك، وماذا تريد حينما يكون هناك حواراً مصيرياً بينكوبين الاخر .
الصدق والصراحة والهدف المنشود ، ووضع خارطة طريق واضحة ، اهم مرتكزات الحوارالجاد .
وانت تمر بمرحلة خطرة يترتب عليها استحقاقات مستقبلية تخص الاجيال القادم عليكان تفكر بكل صغيرة وكبيرة من حولك.
ترك الصغائر والنظر الى عظائم الامور في الحوار الحقيقي الصادق ،يعكس الهمموالنفوس العالية .
حينما يتعلق الامر بالوطن والانسان ستكون الحسابات مختلفة، وسيكون هناك سعيلاذابة كل النزعات الشخصية، ومن يطلب أمراً عظيماً عليه ان يكون المثال والقدوة .
معادلة من “السهل الممتنع” ، بسيطة نظرياً صعبة عملياً ، ربما لا يقدر عليها الا منامتحن الله قلوبهم بالصدق.
الحوار لا يكتمل الا بالجد والصراحة .
الحوار الجاد هو الحوار المنتج ، وما عداه هو مضيعة للوقت وهدر للجهد.
جولات من الحوار بين الاطار والتيار افضت الى شعارات وتصريحات غير حقيقية ، كماولدت خيبة امل في الشارع ، وتسائل البعض عن اسباب الخلاف الحقيقي ، وماهيالمعوقات التي تعترض طريق الحوار الجاد بين الطرفين .
ربما كانت اهم مخرجات الحوار بين التيار والاطار هي انها كتب نهاية ما يسمى بـ ” البيت ” الشيعي ، بل نهاية حكم الاسلاميين في العراق .
فقد كان الحكمة غائبة ، بل بعيدة عن
الهدف الكبير الذي يحمله الشارع والناس .
حينما ركزتُ في بداية المقال على تحديد الاوليات والاهداف في الحوار ، كنت أعنيالاولويات الكبرى ، وهي المصلحة العامة ، حينما لا تشخص المصلحة العامة وبنفسالوقت تتوجس من الطرف الذي تحاوره ، فانك لن تسطيع ان تنتج حواراً صادقاً وحقيقياً.
لذا خفض سقف المطالب وارتفاعها في الحوار يسير دوماً مع المصلحة العامة .
فاذا تطلب الامر ان تخسر 100٪ فعليك القبول بالـ 50% و ذلك تبعاً للمصلحة .
لكن روح المكابرة والعناد قد يدفع المحاور الى فقدان كل شيء.
الحوار يحتاج الى مرونة وتقديراً للموقف الذي انت به .
ولعل ما فعله حزب “تقدم” كان مثالاً واضحاً ، عكس المرونة والحصافة. بنفس الوقت فيالتقارب بينه وبين نده .
حينما ارسل رسالة الى “عزم” ، كانت فيها ما يبدو ان هناك حواراً جاداً ينتظره ،لتأسيس مرحلة جديدة، واستبدال حالة الخلاف بالتقارب .
وهكذا هي السياسة شد وجذب ، او ما يطلقون عليه ” بشعرة معاوية ”
ماحدث في جلسة مجلس النواب الاولى هو شيء طبيعي في حالة غير طبيعية، منيحب ان ننطر للامر من زاوية اخرى .
إن بقاء قوى سياسية لديها برامج سياسية معينة، خارج دائرة القرار، يتسبب في مشاكلكبيرة ، لذا يتطلب الحوار، ويتطلب التعامل مع الواقع السياسي الحالي كواقع غيرمكتمل، ويعلم الجميع ان الواقع السياسي في بلدنا واقع قلق ،يحتاج الى مرونة عالية
وحكمة وترو.