جزيرة الدمى “المسكونة” في المكسيك

جزيرة الدمى “المسكونة” في المكسيك

المستقل /

ربما يأخذك العنوان” جزيرة الدمى ” الى مسرحية الكاتب النرويجي هنريك ابسن ” بيت الدمية ” ، لكن البعد بينهما كبير ، بيت الدمية تدور احداثها حول تقاليد الزواج والمجتمع الذكوري في القرن التاسع عشر ، بينما تدور احداث جزيرة الدمى عن المخلوقات والاشكال الغريبة وعن الجن وعالم الارواح المزعوم في هذه الجزيرة المعزولة .
لكن كلاهما يشترك في الظلم الذي يقع على الانسان من اخيه الانسان.
دعونا نتعرف على هذه الجزيرة الغريبة.
على بعد ساعتين والى الجنوب من العاصمة المكسيكية ” مكسيكو ستي ” توجد قنوات مائية تتصل بـ “جزيرة الدمى” ، وهي جزيرة ترعب زوارها وتخيف المقتربين منها .
تكاد هذه الجزيرة ان تتحول الى اسطورة تُنسج من حولها الحكايات الشعبية ، فيطلق عليها السكان هناك اسم ” الجزيرة الملعونة”
هذه الجزيرة المعزولة عن اليابسة لا يمكن الوصل لها الا عبر القنوات المحيطة بها .
يرتبط تاريخ جزيرة الدمى الى حقبة الاحتلال الاسباني للمكسيك ، و تبدأ الحكاية بجندي اسباني يدعى
كورتيس دمر مع رجاله حضارة الأزتيك المكسيكية القديمة وعاملوا الهنود الحمر بأبشع أنواع القسوة، فر الكثير من الناس إلى ” سوتشيميلكو “واختبأوا في القنوات المائية. وكان الكثير من هؤلاء الناس من النساء والأطفال. والعديد من النساء يقتلن أنفسهن بدلا من أن يمسكهن الإسبان ويغتصبوهن”.
وكانت جزيرة الدمى، بالتالي، لعدة قرون، مكانا للاختفاء.
ومن اللافت للنظر أنها تقع داخل حدود المدينة لإحدى أكبر العواصم في العالم.

 


التعرف على تاريخ الجزيرة يدلنا الى تاريخ المكسيك وعاصمتها.
كانت مكسيكو سيتي في الأصل جزيرة في بحيرة كالديرا البركانية محاطة بجبال سييرا مادري.
وكانت إمبراطورية الأزتيك (1300 قبل الميلاد – 1521 قبل الميلاد) أول من بدأ في تطوير المنطقة، وبناء نظام من الجزر الاصطناعية، تسمى تشينامبا، ونظام قناة للمزارعين للتنقل فيها.
وبعد هزيمة الأزتيك في حرب الأزتيك الإسبانية (1591-1521)، تم ملء الكثير من القنوات في تشينامبا وتحويلها إلى أساس المدينة التي نعرفها اليوم.

وباستثناء الطرف الجنوبي من مكسيكو سيتي، في سوتشيميلكو، ما يزال نظام تشينامبا ونظام القناة موجودا، وهو جزء لا يتجزأ من الحياة المحلية وهو أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو.
وفي بعض الأحيان، تم استخدام الحي أيضا كمأوى للثوار المكسيكيين والممارسين الدينيين الذين ربما فقدوا حظهم، وبعضهم انتهى بهم الأمر بالقتل أو الغرق في هذه القنوات.
وفي الخمسينيات من القرن الماضي، عثر على جثة فتاة صغيرة في قاع الممر المائي.
وقال روجيليو سانشيز سانتانا، “الوصي الحالي على الدمى” وابن أخ باريرا: الذي عثر على جثة الفتاة امام منزله “كانت الفتاة تسبح مع أختها أو أصدقائها، وغمرها التيار وغرقت”.
ووفقا له، فإنه بعد أن عثر عمه على الجثة بدأت المشاكل، موضحا أنه مذاك، أصبح عمه على يقين بأن روح الفتاة تملكته، “وفي أحد الأيام استيقظ ووجد أن كل محاصيله ماتت. لقد حاول فعل أشياء كثيرة لتحسين محاصيله لكنه لم يستطع. وأصبح يخاف أكثر فأكثر.
وبنى باريرا مذبحا في كوخه المكون من غرفة واحدة على الجزيرة حيث كان يعيش هو وزوجته، على أمل إرضاء الروح.

وقال سانتنا إن باريرا بدأ في جمع الدمى كوسيلة لحماية نفسه من الروح.
وعلى مدى نصف القرن التالي، جمع باريرا أكثر من 1000 دمية، بعضها من القمامة في المدينة الرئيسية بالمنطقة، والبعض الآخر وهبه إياه الجيران والزائرون. وجميعها ما تزال معلقة على الأشجار وفي كل مكان تقريبا على الجزيرة، متحللة، مقطوعة الرأس في بعض الأحيان ومخيفة للغاية.
وفي عام 2001، وفقا لسانتانا، توفي باريرا بنوبة قلبية في نفس المكان الذي عثر فيه على جثة الفتاة.
وعلى مر السنين، ظهرت العديد من جزر الدمى المقلدة الأخرى في القناة المائية. وقال سانتانا: “إنها تجارة كبيرة الآن. ولكن هناك جزيرة دمى حقيقية واحدة فقط”.
وأشار سانتا إلى أنه يرى أحيانا “بعض الظلال في الليل مع ضوء القمر” لكن زائرين آخرين زعموا أنهم شاهدوا عيون الدمى تتحرك وسمعوها تتحدث.

(Visited 30 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *