على خط التماس
عدنان السوداني
لجأ الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا ) إلى طرح استطلاع رأى جماهيري اشتمل على 23 دولة وبمشاركة 15 ألف شخص، انتهى بإعلان الفيفا إقامة كأس العالم كل سنتين ..!
في القراءة الاخرى ومن زاوية خاصة للقرار التاريخي الذي اتخذه الفيفا ، وبعيدا عن اراءالجماهير المساندة له التي بلغت نسبتها ٥٥% حسب ما آل اليه الاستطلاع ، نقول ” إنهذا المشروع تحركه شهوة جني المال وزيادة أرباح الفيفا، وهو ما أعلن عنه صراحة، لكنالفيفا لم يفكر فى الأجندة الرياضية الدولية ولا فى مصير البطولات القارية لكرة القدم ولاحتى في الألعاب الأولمبية..
ولا أدري هل كان يدرك بقراره هذا ، موضوع كثرة الارتباطات والمباريات التي أنهكتاللاعبين، فكيف سيكون الحال إذا أقيمت كأس العالم كل عامين؟
متى سيحصل اللاعبون على الراحة؟
وكيف سيتعافون من كرة القدم المكثفة فى كل عام؟ اللاعبون ليسوا مجرد آلات تدر الأموال..
تكرار كأس العالم، سيفقد البطولة رونقها وأهميتها، كما أنه سيضعفها، وقد ضعفتبالفعل فى الآونة الأخيرة ومنذ زيادة عدد المنتخبات إلى 32 منتخبا، وستضعف أكثروتقل متعتها مع زيادة عدد المنتخبات إلى 48.
لم تكن حجج آرسين فينجر رئيس لجنة التطوير فى الفيفا مقنعة، فهو يقول إن المقترحالجديد يوفر المزيد من المباريات المهمة للاعبين الذين لا يلعبون فى بطولات الدورىالكبرى بأوروبا، كما أنه يقلل من السفر الدولي خلال الموسم، مع تقليص فترات الراحةالدولية إلى واحدة أو اثنتين على الأكثر.
المؤسف أن الفيفا يعتمد على استطلاع رأى جماهيري فقط لتعزيز مشروعه، بينما الأمريتعلق بأمور فنية وتدريبية وصحية، وبأجندة كروية ورياضية مزدحمة تستهلك اللاعبينوالرياضيين حاليا…
وهو مشروع لا يهدف سوى إلى جني الأموال، دون أى اعتبار لاحتمالات الجناية علىكرة القدم وعلى متعتها وعلى الشوق إليها، وانتظار بطولتها الأكبر كل أربع سنوات..