تحقيق / محمد الصفار
المستقل / خاص
Trier ” ترير” مدينة جميلة تقع جنوب غرب ألمانية ضمن مقاطعة “راينلاند–بفالز” التي عاصمتها مدينة “ماينز“. عدد سكّانها: 103.518 (31-12-2006)
تريبتا هو المؤسس الأسطوري لمدينة ترير الألمانية حسب ما كتب في “غستاتريفيريروم“. قيل انه ابن نينوس ملك أشور. زوجة أبيه سميراميس كانت تكن له العداءلذلك عندما اصبحت ملكة أشور بعد موت نينوس هرب تريبتا مع صحبه ومجموعة منالحرفيين والبنائين إلى أوربا في عام 2000ق.م، وبعد فترة من التجوال فيها وصل إلىنهر الموزيل وقام ببناء مدينة ترير هناك.
وأطلق على المدينة اسم “تريفر” وهو الأسم القديم لترير، وقد سميت بهذا الأسم تيمنابتريبتا. وحسب ما قيل في الكتاب المذكورأعلاه أن تريبتا قام ببناء فورمس وماينتزوكولونيا وسترازبورغ وبازل ومتز وشباير أيضا.
المؤرخ الألماني “يوهانس أفينتينوس” عارض فكرة أن تريبتا هو ابن نينوس قائلا: أنهابن “مانوس” المفترض أن يكون ملك ألمانيا الثاني.
حسب الاسطورة المحلية التي دُونّت سنة 1105 في كتاب “أعمال الترِڤـِريين” فقد بُنيت“ترير” اقدم مدينة المانية على نهر “موزيل” من قبل الامير “تريبيتا ” Trebeta الابن الأكبرللملك الآشوري نينوس و والدته كانت ملكة كلدانية.
إقرا ايضا أسطورة كلكامش والسر الخفي في حقيقة الانسان
ثم تزّوج الملك الآشوري نينوس بعد وفاة زوجته الاولى من “سميراميس” ، و بعد مماتالملك نينوس حاولت سميراميس بكل الطرق أن تتزوج من تريبيتا ، ابن زوجها فرفضتريبيتا ذلك ، و قرر الهروب إلى خارج المملكة مع أصحابه و خدمه ، خوفاً من بطشسميراميس.
و كما تروي قصص التاريخ فان “تريبيتا” ابحر عبر البحر الأبيض المتوسط ليبحث عنمكانٍ آمن ، بعدها قطع أرضاً قاحلة و بعدها طرقاً جبليّة وعرة إلى أن وصل إلى وادٍ هادئمحاط بالهضاب و الجدوال و الغابات ، و بعد ان سُحر بجمال الطبيعة قرر أن يبنيمدينةً له مع رفاقه على ضفة نهر “موزل” أحد فروع نهر الراين. وكان ذلك حوالي عام2000 قبل الميلاد. نجد في المدينة بقايا بنايات قديمة تشبه السور الضخم و
بداخلها يوجد قصر تحت الارض على الطراز الاشوري ، اضافة الى ممرات فيها فتحاتمن الأعلى قد تكون للتهوية او الاضاءة.
هذه القصّة موجودة ضمن مجموعة من الوثائق البابوية و وثائق رؤساء الأساقفةللمدينة ، و موجودة الآن في ثلاث مجلدات واسمها باللاتيني( Gesta Treverorum) وهي تؤكد ان مدينة ترير الالمانية بُنيت على يد الامير الاشوري تريبيتا.
و قد بُنيت هذه المدينة مجدداً على يد الرومان ، و يُحتمل أن يكون ذلك عام 15 قبل الميلاد.. و ينتصب في المدينة عدد من الآثار الرومانية.
إقرا ايضا ( قصة الخلق في الميثولوجيا السومرية ، بداية الخليقة في المنظورالسومري…)
حقائق أثرية…
وفقاً للمؤرخين اليونانيين الذين كتبوا في الفترة الهلنستية و ما بعدها ، اعتبر “نينوس” الملك الاشوري الذي اسس مدينة نينوى ، العاصمة القديمة لآشور.
بينما يؤكد علماء الآشوريات انه لم يتم العثور على شاهد يثبت وجود “نينوس” في أيمن قوائم ملوك بلاد ما بين النهرين ، و لم يرد ذكره في أدب بلاد الرافدين القديم ، و لكنورد ذكره في اسطورة سميراميس و انه الملك الذي تزوجها فعلاً.
من المحتمل جداً أن يكون نينوس ملك آشوري حقيقي و لكن اسمه مختلف ، و الملك الاكثرترجيحاً ليكون نينوس هو (توكولتي–نينورتا الأول) ملك آشور الذي حكم الإمبراطوريةالآشورية الوسطى خلال القرن الثالث عشر قبل الميلاد.
اما الملكة الاشورية سميراميس فهي شخصية تاريخية حقيقية تُعرف بأسم (شمورامات) اذ انها حكمت الإمبراطورية الآشورية الحديثة في عام 811 قبل الميلاد بعد وفاة زوجها(شمشي أدد الخامس) لمدة خمس سنوات كوصية على عرش إبنها (أداد نيراري الثالث) الذي كان لا يزال صغيراً عند وفاة والده.
يوجد في قلب المدينة نافورة قديمة اسمها Trebeta-Brunnen “نافورة تريبيتا” وعبارةلاتينيّة منقوشة على المنزل الأحمر في قلب المدينة، وهي:
ANTE ROMAM TREVIRIS STETIT ANNIS MILLE TRECENTIS. PERSTET ET ÆTERNA PACE FRVATVR. AMEN
“نشأت ترير قبل روما بألف وثلاثمائة عام ، فلتبقى دائماً وتسرّ بالسلام الأبدي.”
في عام 2010 م واثناء عملية حفرية في احد شوارع مدينة ترير الالمانية (شارع يعقوب) عثر على قطعة اثرية مكتوبة باللغة اللاتينية وتحمل رمز الاله الاشوري (شمش – إلهالشمس عند البابليين والآشوريين) وتم العثور ايضا على قطعة اخرى بالقرب من مشفى(قلب يسوع) في المدينة ذاتها و تحمل رمز الاله ذاته و المثير مكتوب عليها باللغةالاشورية القديمة واحرفها المسمارية ،الاكتشاف كان في سنة 2010 ميلادي ..!