علاء البهادلي / المدير التنفيذي لمشروع الوطني العراقي
الأساطيرُ ليست قصصًا كاذبةً منسوجةً من الخيال البشري ، ولكنها أحداثٌ فريدةٌ تحدث مرة واحدة فقط.
فأسطورة ” الموصل ” تشبه أسطورة (فينيكس) التي ولدت من جديد ومن الرماد، نعم هي قد تتعثر أو تسقط، لكنها لا تهزم أبدًا، ولذا شهدت هذه المدينة أقسى أشكال الإرهاب والدمار،. فقد اضحى أهلها بين تهجير ودمار و عبوات ناسفة وخيانة كبيرة من العقول الظلامية المتحجرة التي تسعى الى تدمير الانسان والانسانية،و بأسم اقدس الشرائع الدينية من خلال حواضن دنيئة تحمل الفكر التكفيري المجرم وتتكئ على خرافة الدولة اللااسلامية والحنين الى البعث القاتل والاجندات الارهاربية الخارجية ، واهم اهدافها الدمار الشامل للموصل خاصة و للعراق عامة..
ولكن بعد أن خاب ظنهم وفشلت مخططاتهم وبعد أن هدأ غبار ودخان الحرب وانتصر صوت السلام والمحبة واجتمع نسيج الموصل المتنوع ، لابد لنا من سحق رأس النسيان والانطلاق بعجلات التقدم والازدهار الى الغد الواعد المشرق. .
اذ الموصل حكاية لم يسمع بها من قبل ، وهي تحتاج إلى مرحلة نصون بها مجدها وجمالها. ومبادرتنا في الحوار الوطني العراقي ستكون في المسرح المحلي والعالمي الذي يمثل فرصة مثالية لعرض قمع هذه المدينة وطموحها.
وقد نجح السادة المشرفين على مبادرة الحوار الوطني العراقي في عقد الطاولة المستديرة الأولى للموصل في 26 أيلول 2021 بالضفة اليمنى للمدينة ، في منظمة بيتنا غير الحكومية ، على بعد أمتار من المنصة التي أعلن فوقها زعيم داعش أبو بكر البغدادي بداية خلافته وذلك في عام 2014.
ولم تكن المائدة المستديرة مثل أي محاولة أخرى، ولم تكن شبيهة بدعوى السياسيين البائسة التي أضافت مزيدا من العذاب الى العذاب وجرحا الى الجراح.
بل كان صوت الجرح نفسه يخاطب العالم مرحبا بمجموعة متنوعة ملونة من المشاركين من مختلف الأيديولوجيات والأديان والأعراق والخلفيات الثقافية.
وكان العرب والأكراد والتركمان والايزيديون والمسيحيون والسنة والشيعة وحتى شيوخ القبائل ، كانوا في الغالب من النشطاء الاجتماعيين الشباب الذين شعروا بألم الخسارة والفوضى التي مرت بها المدينة. ومن الجلي أن هذه الكلمات تنشد جمهورًا مناسبًا يتفاعل مع معاناة الحاضرين والمنكوبين في المدينة الصابرة كي يكونوا وسيلتهم في المجتمعات الدولية.
وتبعا لذلك تم أخذ هذه المهمة من قبل خبراء أوروبيين من دول مختلفة ، فكانت مشاركة من دول الاتحاد الاوروبي مثل ألمانيا والنمسا وفرنسا وهولندا وإسبانيا.
وتسيد النقد للطبقة السياسية موضوعات المائدة المستديرة ، وكان هناك إجماع على أن الحلول السياسية للمدينة المدمرة ميؤوس منها ولا تؤدي إلا إلى المزيد من الإحباط، ونوه المجتمعون الى خذلان السياسيين لأهالي الموصل وفي مرات عديدة، وذكروا انه لا يوجد علاج للفوضى التي يجلبونها إلى المدينة.
و لذا اقترح بعض الحاضرين أن المشاركة في الانتخابات هي وسيلة لإضفاء الشرعية على وجودهم في الدولة فلابد من مقاطعة الناس الانتخابات ليثبتوا للعالم أن الأحزاب الحاكمة الحالية لا تفيد البلاد.
ولكن اختلف عدد قليل من المشاركين مع هذا الرأي وأشاروا إلى أن الانتخابات المقبلة هي الفرصة الأخيرة، وإلا يجب أن ننتظر أربع سنوات أخرى لنشهد سقوط مدينتنا في المزيد من الأنقاض.
وذكر البعض أن أحد الاسباب الرئيسية التي ساهمت في تدمير المدينة وتاريخها القديم هو عدم وجود مبادرات من الدولة مثل هذه الحوارات المتطورة، فلم تكن لدينا مثل هذه الفرص ومثل هذه الطاولة المستديرة من قبل ، بل كنا نرى ان الآخر هو عدونا ، وأن اعداءنا هم أولئك الذين لم نسمع قصصهم بعد ، ولكن بمجرد أن نستمع إلى أفكارهم ونشعر بجانبهم الإنساني ونرى أوجه التشابه بيننا ، نفهم بعضنا البعض بشكل أفضل، ويمكننا حل خلافاتنا بطريقة حضارية دون الحاجة إلى اللجوء إلى حركات إرهابية مثل تنظيم داعش.
It’s the best time to make some plans for the future and it is time to be happyI have read this post and if I could I desire to suggest you some interesting thingsor advice Maybe you could write next articles referring to this articleI wish to read even more things about it!