لماذا النظام الحاكم مجهولاً في الأعراف والدساتير ؟

لماذا النظام الحاكم مجهولاً في الأعراف والدساتير ؟

**شمال وشرق:

عارف العضيلة* / كاتب سعودي

يستخدم في أوقات الأزمات والخلافات السياسية والحروب مصطلح ( النظام الحاكم ) كثيراً ..للدلالة على القيادة السياسية العلياء في الدولة المتنازع معها ..

فما هو ( النظام الحاكم ) ؟ ولماذا لا يستخدم ذات المصطلح إلا في أوقات الأزمات والحروب ؟!.

بالتأكيد فالنظام الحاكم ليس الحكومة . وليس الحاكم . بل هو جهه سياسية تعلوا هذا وذاك . قد تنشأ دستورياً وقد تنشأ بفعل الأعراف وهذا هو الغالب .

(النظام الحاكم ) هو بمثابة السيادة العلياء لأي دولة يرتبط بشكل مباشر برئيس الدولة – أين كان مسماه ملك أو أمير أو رئيس – بحسب الشكل القانوني للدولة . ويملك التأثير عليه .

و(النظام الحاكم ) هو شكل من أشكال السيادة متغير وغير ثابت. بفعل المتغيرات السياسية والاجتماعية .

في الغالب لا يخضع للأنظمة والقوانين ولا الدساتير ولكن ينشأ بفعل الأعراف والمعطيات السائدة في كل دولة حسب ظروفها الإجتماعية والسياسية .

(النظام الحاكم ) لا يمارس أي نوع من أنواع السيادة .وليس له علاقة مباشرة بوضع القوانين ولا تعيين الوزراء والقادة .ولا إتخاذ القرارات .

(النظام الحاكم ) يرتبط مباشرة بشخص رئيس الدولة يقدم له النصح والمشورة ويشاركه الرأي فقط . ويقدم له الحماية والدعم وفق مقتضيات المرحلة . قد يكون هو المساهم الرئيسي في خلع الرئيس وتعيين بديل .

وفي أوقات الأزمات والمحن يتحد النظام الحاكم بشكل كبير مع الرئيس . ويكون متواجد معه بشكل أكبر من الفترات الزمنية التي يسودها الهدوء والإستقرار .

أي أن الرئيس يلجأ في الأوقات الصعبة إلى (النظام الحاكم ) طالباً منه المساندة والمشورة .. أكثر من لجوئه إلى حكومته ومستشاريه .ولهذا يتردد ذكر (النظام الحاكم ) في فترات الأزمات السياسية.

لتتضح صورة (النظام الحاكم ) بشكل كبير في الدول العريقة بالديمقراطية , ففي الولايات المتحدة الأمريكية النظام الحاكم هو الحزب الحاكم . فقادة الحزب الحاكم لا يتدخلون بشؤون الحكم المباشرة ولكنهم ملتفون حول الرئيس ويساندونه وينصحونه لإتخاذ القرارات المناسبة .

وفي دول الشرق الأوسط لا يوجد إلا دولتان شرعت للنظام الحاكم .. وأوضحت صورة بشكل ظاهر للعيان وهما الجمهورية الإسلامية في إيران التي جعل دستورها مجمع تشخيص مصلحه النظام الذي يتكون من كبار علماء المذهب الأثنى عشر الشيعي هو بمثابة النظام الحاكم .

وأيضاً دولة الإمارات العربية المتحدة التي شرع دستورها ” المجلس الأعلى للإتحاد ” والذي يتكون من حكام الإمارات السبع فتحول هذا المجلس ليكون النظام الحاكم بحكم الامر الواقع.

المجلسين في إيران والإمارات لهما إجتماعات رسمية ومجدوله ومحاضر. وقد تجتمع هذه المجالس بشكل طارئ وعاجل حسب الحالة ومقتضى المواقف .وقراراتها نافذة وتمثل السلطة الاعلى .

لكن في بقية دول الشرق الأوسط الوضع مختلف تماماً ففي هذه الدول يكون الحكم للأعراف دائماً.

ففي جمهورية مصر العربية أكبر الدول العربية فقد أقتضى العرف والأمر الواقع أن يكون المجلس العسكري هو النظام الحاكم .والمجلس العسكري يضم قادة أفرع كافة القوات العسكرية المصرية الكبرى .

كاتب سعودي – رئيس دار مصادر للدراسات والأبحاث الإعلامية

(Visited 514 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *