عدنان السوداني
قبل كل شيء لابد وأن تدرك عناصر لعبة كرة القدم (إدارة ولاعبين ومدربين وجماهير ) إن مباريات الدوري ما كان لها أن تمضي لولا وجود الطرف الأهم فيها وهم الحكام ..هؤلاء القلة القليلة التي نشهد بأهميتها ودورها الكبير في نجاح الدوري العراقي الممتاز ونشهد بنجاحهم في تحكيم جميع مباريات دوريات الفئات العمرية الاخرى التي اقيمت في الموسم الكروي الاخير ، لكن هؤلاء الحكام ومع شديد الاسف أصبحوا اليوم من المهمشين معنويا والمظلومين ماديا والضائعة حقوقهم ولا أحد يسأل فيهم، وهناك من كان من بينهم مقصرا تجاه عائلته وتجاه وضعه الاجتماعي والاقتصادي وبقي متواصلا بعطاءه لشغفه وحبه لمهنة التحكيم ..
وعلى الرغم مما يعانيه الحكام من ضغوطات نفسية واجتماعية ، وجدناهم متحملين كل مصاعب الحياة ليسجلوا حضورهم في ساحات الملاعب بكل شموخ وإباء ، وكان من بينهم ممن لايمتلك وظيفة اخرى او راتب محدد ، ليقوم بالاستدانه من الغير لتمشية حاله وهو يصرف بالمقابل ما قيمته اكثر من ثلاثة ملايين دينار على امور النقل والاطعام والتجهيزات ..!
ومما يستغرب له هو إبلاغهم من قبل التطبيعية بوصول التجهيزات التي ماتزال موجودة في مطار بغداد الدولي منذ اكثر من عام ، ولاندري متى يطلق سراحها لتصل الى جميع الحكام ..؟
والأمر الاخر المستغرب حقا ..هو عدم وجود ملعب خاص بتدريبات الحكام مما يضطرهم أحيانا لانتظار فرق تنهي تدريباتها ، ليأخذ الحكام مكانهم في الملعب ..
ومما يؤسف له في العراق هو غياب العدالة في تحديد مخصصات ورواتب مختلف الفعاليات ، لنجد إن هناك تباينا كبيرا ما بين ما يأخذه اللاعب ، وبين ما يتم تخصيصه الى الحكم ، والذي يعد ما يستلمه قليل جدا قياسا بما يأخذه أي حكم في دولة عربية واوربية واسيوية ..إضافة الى إنه قليل ولايمكن مقارنته بما يتمتع فيه الحكم في مختلف الدول من امتيازات ومايتوفر له من مستلزمات تجعله في قمة عطاءه وقمة اداءه ..
مانطلبه وما نتمناه ..وقبل انتهاء موعد إدارة اللجنة التطبيعية لشؤون عملها في اتحاد كرة القدم، قيامها بتحريك المياه الراكدة في هذا الموضوع وقيامها باستحصال المبالغ الخاصة بإجور الحكام والمشرفين والمراقبين والمنسقين الذين يعتبرون العنصر الاهم في نجاح الدوري و العين العاكسة لصورته المميزة .