توضح أخصائية التغذية ولاء راتب، مديرة قسم التغذية بمركز ذا هيلث تيم الطبي بمدينة العين، مدى ارتباط الاكتئاب بالسمنة والعادات الغذائية الخاطئة. وتقول: «ترتبط صحة الإنسان بشكل عام بالعادات الغذائية ونظام حياته وسلوكياته، وهذا هو السبب في ظهور الأمراض المزمنة أيضاً، فالنظام الغذائي يساعد على الوقاية من الأمراض المزمنة مثل: ارتفاع ضغط الدم السكري، فضلاً عن انسداد الشرايين وأمراض القلب».
عوامل الإصابة بالسمنة
تشير أخصائية التغذية إلى أن عوامل الإصابة بالسمنة عديدة، وأهمها العوامل الوراثية، كثرة تناول الأطعمة المصنعة، والوجبات الجاهزة والأطعمة التي تحتوي على المزيد من السعرات الحرارية، فضلاً عن قلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة، وتضيف: «أيضاً القلق واضطراب النوم من أهم العوامل التي تؤثر في زيادة الوزن، حيث إن السهر لساعات طويلة يفتح الشهية، ويؤثر في اضطراب الهرمونات، إضافة الى تناول بعض أنواع الأدوية، مثل الأدوية المضادة للاكتئاب التي تساعد على تغيير وظائف الجسم والدماغ، كما أن أدوية الاكتئاب تسهم في الإصابة بالسمنة بشكل كبير، وهي من أكثر المشاكل شيوعاً، ومن أكثر الحالات التي تمر علينا في قسم التغذية بشكل يومي ويكون تقييم الحالة وعلاجها تبعاً لتوصيات الطبيب النفسي المعالج في حال قدرة الشخص على التوقف عن استخدام هذه الأدوية أو لا».
عوامل الإصابة بالاكتئاب
تؤكد أخصائية التغذية أن الضغوط النفسية مثل الإجهاد والتوتر والقلق، وضغوط الحياة اليومية المختلفة مثل المشاكل المادية والزوجية، ومشكلات العمل وغيرها، أسباب رئيسية للإصابة بالاكتئاب، وتضيف: «الأمراض الخطيرة والمجهدة كالإصابة بأمراض القلب والسرطان، والتغيرات الهرمونية لا سيما التي تعانيها النساء خلال مراحل الحياة، خاصة اكتئاب ما بعد الولادة واكتئاب سن اليأس وفترة انقطاع الطمث، وفقدان الثقة بالنفس الذي يتطور إلى مشاعر الوحدة والخوف والانعزال عن الناس، كلها عوامل محفزة للإصابة بالاكتئاب».
التقليل من عوامل الإصابة
تؤشر أخصائية التغذية ولاء راتب على وجود جدل كبير بين علماء النفس والتغذية حول العلاقة بين الاكتئاب والسمنة وأيهما يسبب الآخر، وتضيف: «الإصابة بالسمنة تؤدي إلى فقدان الثقة بالنفس وشعور الشخص بالاكتئاب، وبنفس الوقت إحساس الشخص بالاكتئاب والضغوط النفسية، قد يكون سبباً من أسباب السمنة لديه، فالاكتئاب والسمنة دائرة مغلقة، لا يوجد ما يثبت من يأتي أولاً، لكن بتحليل عوامل السمنة وعوامل الاكتئاب يمكننا اكتشاف أنهما يسيران جنباً إلى جنب».
وتلفت ولاء راتب النظر إلى أن تحسين سلوكيات الحياة والشعور بالإيجابية والتفاؤل، ونبذ المشاعر السلبية يساعد على التغلب على مرض السمنة والاكتئاب في نفس الوقت، إضافة إلى ضرورة المتابعة مع طبيب نفسي لتوضيح المشاكل التي أسهمت في الوصول إلى السمنة ووضع خطة لعلاج الاكتئاب، والمتابعة جنباً إلى جنب مع أخصائي التغذية، لوضع خطة برنامج غذائي صحي ومتوازن، ويفضل ممارسة الرياضة، خاصة اليوجا للتخفيف من الضغط النفسي، وعلينا أن نعي أن فقدان الوزن يحتاج إلى المزيد من الوقت، لذلك علينا التمهل خلال خطة علاج الاكتئاب والسمنة، وعدم الإحباط إذا لم يتم فقدان الوزن المطلوب خلال الأشهر الأولى من بدء الحمية».
أطعمة تخلصك من الاكتئاب
تؤكد ولاء راتب أن الأطعمة التي تحتوي على البروتينات، مثل الدواجن واللحوم والأسماك تسهم في التخلص من الشعور بالاكتئاب، وتنصح ولاء بضرورة البعد قدر المستطاع عن الأطعمة التي تحتوي على المزيد من الكربوهيدرات والنشويات، فضلاً عن تناول الأوميجا 3، في صورة حبوب أو من خلال الطعام مثل أسماك السلمون والسردين والمحار والأنشوجة، وتناول الجوز وبذور الشيا، ولا بد من الاهتمام بتناول فيتامينات الكالسيوم والحديد والزنك وفيتامين “د”، بعد استشارة الطبيب لتوضيح الجرعات المناسبة لكل جسم، كونها تسهم بشكل كبير في التخلص من الاكتئاب والقلق والتوتر، إضافة إلى أن تناول حصة يومية من الفاكهة والخضراوات بكل أنواعها، مهم جداً لتجنب الاكتئاب والتخلص من السمنة وتعزيز صحة الجسم والقضاء على الإمساك ومشاكل الجهاز الهضمي