حوار مع الفنان علي النجار

حوار مع الفنان علي النجار

 

اجرى الحوار : أمير الخطيب

 

اتبنى خطابا إنسانيا ليتحول العمل الفني عندي الى كشف وإدانة

كتبت عنه الصحافة السويديه و الفنلندية عن تجاربه المثيره للجدل و الاهتمام.

فنان تشكيلي رفيع المستوى،
مجدد بطريقةٍ اذهلت الكتاب و النقاد من جبرا ابراهيم جبرا الى شاكر حسن الى محمد خضير الى الكثيرين حتى الاوربيين.
بدء رحلته الفنيه في منتصف ستينات القرن الماضي، لم يقف عند اسلوب واحد او اتجاه واحد، و لازال يجرب و يجرب حتى في الفنون الاخرى، اقصد غير الرسم، فله في الانستليشن، و النحت، ولو انها لا تخرج عن اطار الفنون البصريه، لكنه اشجع ابناء جيله من الرسامين و الفنانين في التجريب.

ناقد معروف، و له مؤلفات كثيره في النقد و دراسات عن فنانين عراقيين و عرب و فنانين من باقي ارجاء المعموره. كتاباته مفيده جدا، و له لغته الخاصه في اختيار المفردات و المصطلحات و حتى الجمل، لا يشبه احد و الكثيرين من الفنانين تاثروا به و باسلوبه الشيق و الممتع في الرسم و الكتابه

انه علي النجار، الفنان المتواضع الذي لم يعر اهميه للاضواء و لا الى السوق و لا الى اي شيء يخرجه عن دائرته الخاصه التي وضع نفسه بها.

عرفته عن قرب، عرفت مدى عمقه، ثقافته، قراءته المستمره، كما اعماله الفنيه التي لا تنقطع، فهو غزير الانتاج الفني ففي شهر في القاهره انتج اكثر من ٢٠ عملا فنيا.

التقته المستقل وابحرت في دواخله وبالرغم من قصره الا انه واضح كالماء، عميق كالبحر، واقعي ك ارنست فوكس، احب الحيوانات الغير واقعيه التي يرسمها، و احب المواضيع التي يتناولها، فطبعه كرسوماته هادي ذي الوان جذابه، الوانه و مواضيعه التي تدعو كل من يشاهدها الى التفكير، تدل عليه بل توضح شخصه.

س : الفنان والناقد التشكيلي علي النجار

انت من جيل الرواد في تجديد الفن في العراق، و انت دون منازع من المجددين، هل هذه التسميه سياسيه؟ ام… لان جماعة المجددين لم يذكروا جميع المجددين الحقيقين
ج:
..   لست من جيل الرواد، فالريادة في رأيي هي التأسيس، بل أنا من جيل الستينات، لكني في الستينات لم أكن فاعلا، بسبب من الوضع السياسي الذي أخذ مني أعوام عديدة قبل أن أجد نفسي مجددا في بداية السبعينات
..  بالنسبة للمجددين، فهي تسمية لجماعة فنية تأسست في اواسط الستينات، وكان لأثر بعض أساتذة الفن الأجانب دور ما في نضج تجربتهم. أو لأقل أبتعادها عن منجز الرواد. رغم بقاء أثرهم في تجربة بعضهم. وكما في مجلة الشعر، كان الوسط الثقافي مغرما باطلاق التسميات بموازاة حداثة تلك الفترة.
س:
. رحلتك في الفن تجاوزت الستين سنه، ماذا تعلمت خلال هذه الرحله؟
ج:
.. لا زلت أتلمس طريقي رغم كوني انسان يعيش في زمن متسع لا يؤمن بالكمال ولا المطلق، وهكذا، ربما أحب التجارب الغير مكتملة، أو التلقائية في الرسم. كما أحاول ان أتعلم باستمرار كيف انفذ افكاري في الشق الثاني من تجربتي. وأقول تجربة، ما دمت لا أدري ماذا أفعل حينما أجدني أمام عمل جديد هو الآخر يقودني أحيانا لعمل آخر. أو يبقى فريدا.
س:
خلال هذه الرحله الجميله هل ترى ان الموقف الوطني في الفن ضروري ام الموقف الانساني؟

.. الوطني، محصور بالوطن، ونحن كعراقيين على ما نحن عليه من داخل وشتات محكومين بما يدور في داخل وطننا، رغم مغادرتي لعقدين ونصف من أفضل أعوامي، أقصد بها نضوج التجربة، وحتى السلوك. لا زال كل حدث عراقي يصدمني ويدفعني لأعبر عنه. كذلك، ولكوني لاجيء، مهما تكن دولة لجوئي، ومهما تمنحني من إمتيازات المواطنة. فأنا مدرك تماما لأسباب رحلة اللجوء، وما يعني الإنقطاع عن الجذور ولو بيئيا. مما يجعلني في رحلة استرجاع دوما، رغم كوني أؤمن بعالمية الثقافة الإنسانية.
س:
اهتمامك بالقضايا التي تهم الانسانيه في الحالة العراقيه مثل قضية اليورانيوم و اخر معرض لك عن تشرين كحق انساني اساسي في التظاهر و التغيير، اكبر من اهتمامك بالقضايا السياسيه

ج :
.. جربت السياسة في عمر مبكر، ونفضت يدي منها. فالسياسة في العراق، تعني الولاء للثقافة الحزبية. ولكوني فنان وما تعنيه هذه الكلمة من مديات الحرية في الأداء والتعبير وعبور حواجز الأيديولوجيات. فقد وجدتني اتبنى خطابا إنسانيا ليتحول العمل الفني عندي الى كشف وإدانة بالأسلوب الذي اختاره، سواء رسوم أو تنصيبات أو دفاتر. وهذا ما فعلته في عدة عروض منها(لغة الجسد) عن محنة مرض السرطان، أو كارثة اليورانيوم المنضب التي ضربت العراق عدة مرات، أو أخيرا عن قتل المتظاهرين التشرينيين في العلن والسر.

س:
اخر انجازاتك في الكتابه و في الفن ؟
ج:
.. أخر إنجازاتي في الكتابة عن الفن: كتاب بعنوان ( تشكيليون عراقيون في البر الاسكندنافي) انتظر إصداره من دار خطوط وظلال في عمان بالتعاون مع الصديق الفنان محمد العامري. يتناول مقدمة عن الفن والعمارة الاسكندنافية، واشكالية الفن المهاجر وتجارب اسكندنافية، والمتن المهم يتناول تجارب مختارة لفنانين تشكيلين عراقيين قاطنين هذه الدول مع فصل حواري آخر. أما في الفن، فهو همي اليومي!.
شكراً جزيلاً استاذ علي على اتاحة الفرصة لهذا الحوار الجميل .

(Visited 52 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *