كتب المحرر السياسي للمستقل:
يكثر السجال السياسي و نحن على ابواب الانتخابات البرلمانية ، ينقسم المزاج السياسي العراقي إلى قسمين ، الأول: يتماهى مع مزاج زعماء الكتل السياسية ، والثاني ينسجم مع مزاج وتوجهات الشارع ، ويدور الحديث ، حول منصب رئيس الوزراء القادم ، فـ للشارع العراقي قول وللكتل السياسي قولٌ آخر ، ما تقوله الكتل في الغرف الخاصة هو المساومات مع رئيس الوزراء القادم للحصول على اكبر نسبة من الامتيازات ، لكن ما يريده الشارع العراقي، هو ان يجسد رئيس الوزراء تطلعات الفقراء والطبقة الوسطى، وبين هذا وذاك تشير عملية جس النبض، إلى ان دقات قلب العراق تقول ان هناك معادلتين لابد من اخذهما بنظر الاعتبار
الأولى : بقاء السوداني كي يستمر في برنامجه ” حكومة الخدمات “ السوداني الذي حضيَّ برضى الشارع ،نتيحة ادائه المقنع وشخصيته المرنة ، باعتباره ابن الداخل الذي يتقن التعامل مع العراقيين البسطاء. والقوي الذي يبسط شخصيته على الأقوياء ، ويعرف كيف يوجّه خطابه الخارجي ، وهذه الرؤية تنسجم إلى حد كبير مع نظرة الدول الاقليمية ، فقد كتبت صحف خليجية عن السيد محمد شياع السوداني ، ووصفته بانه “رجل الدولة الذي تمكن ان يجنِّب العراق مخاطر التوترات في المنطقة ، وان ينأى ببلده عن الحرب ، وانه الرجل الذي لا يحمل عقد الماضي” رغم اعدام النظام السابق لوالده ،وهذه نقطة تحدث بها مراراً في لقاءاته التلفزيونية .
كما وصفته صحيفة الاندبندنت ” انه رئيس الوزراء العراقي الوحيد الذي تدرج من موظف حكومي إلى محافظ ثم تسلم عدة وزارات ، ولم تسجل عليه شائبة فساد واحدة ، فهو
قويٌ وحازم في ادارته للدولة ، ولين العريكة ومبتسم مع مواطنيه ، واهم ما يميزه ابتسامته الدائمة.
نزل إلى الشارع ولامس هموم الناس بقدر ما يستطيع ، ورفع شعار حكومة الخدمات ، وخلال السنتين والنصف من حكمه ، قدم انجازات ملموسة ، في بغداد والمحافظات ، حافظ على علاقات متوازنة مع الاقليم ، ومع دول الجوار ،والدول الكبرى ذات التأثير العالمي، معتبراً ان الدخول في صراعات جانبية، يؤخر العراق عن تحقيق ما تصبو اليه حكومته .
لديه مقبولية داخلية سواء على المستوى الشعبي أم من جانب المرجعية الدينية، التي لم تسجل اي ملاحظة او انتقاد لأدائه السياسي ، كما ان الولايات المتحدة هي الأخرى ، مقتنعة نسبياً بما يقوم به من حزم ، وايران هي الأخرى لم تعترض على خطواته السياسية ، وهذا ما اكدته مصادر إيرانية عديدة، ففي تواصل خاص وعبر مصادر خاصة للمستقل ، تناهى لنا ان ايران مطمئنة لسياسة الرجل، و تريد التعامل معه .
حاول السوداني بكل ما يستطيع ان يعمل شراكات مع دول مهمة كبريطانيا وفرنسا وإسبانيا ، وهذه نقطة تسجل للعراق . لذا فهو رجلٌ وازن .
كل هذه الإنجازات على مستوى العلاقات الدولية و الاقليمية والداخلية ،؟يراها خصومه السياسيون ، انها تصب في مصلحته الشخصية ، و انه يعمل على الفوز بولاية ثانية ، ودليلهم في ذلك ما أعلنه من تشكيل كتلة خاصة به ، ينوي من خلالها عمل تحالفات جديدة تضمن له الاستمرار بولاية ثانية . وهذا لقول الذي يردده البعض وكأنهم بلا كتل ولا تحالفات، معتبرين ان السوداني لا يحق له تشكيل كتله او عمل تحالفات مع كيانات سياسية. غير كياناتهم.
فقد انتقده شركاؤه ، واعتبروا ذلك تنصلاً عن الاتفاق الذي ابرموه معه،قبيل تسنمه منصب رئيس الوزراء.
الشركاء يريدون رئيساً للوزراء ضمن مقاساتهم، وممثلاً لكتلهم ، والشارع يريد رئيساً للعراق، وشتان بين الخيارين.
كما ان هناك خشية كبيرة لدى خصومه او شركائه مما سينتج في مؤتمر القمة العربية الذي سيعقد في بغداد الشهر الخامس ، هذا الحدث المفصلي المهم ، والذي سيلقي بضلاله على الواقع السياسي العراقي و سيحضى السوداني باهتمام كبير من قبل الدول العربية ، وربما سيخطف اضواء الساسة الآخرين .
كما حدث مع المالكي في مؤتمر القمة العربية الذي عقد في بغداد عام 2012 .
لكننا سننتظر ونرى اي المعادلتين تتغلب الكتل السياسية أم الشارع ؟