«ايران – تركيا – الجماعات المسلحة – عمل تخريبي
داخلي »، هذه هي الرباعية التي توجهت لها الاتهامات
فيما ماحصل من استهداف بالصواريخ لمطار اربيل
وقاعدة الحرير الامريكية المحاذية له، حيث بدا التوظيف
السياسي من اللحظة التي وقع فيها القصف ليلة
الثلاثاء الماضي، مما اثار هلعا وردود فعل سياسية
غير مسبوقة منذ عام 2013 ، حين تعرضت اربيل الى
هجمات وتفجيرات من قبل تنظيم داعش الارهابي..
مراقبون وصفوا الردود الدولية والمحلية بانها ذات
اغرض سياسية متباينة وتوظيف يعكس النزاعات الدائرة
في المنطقة ، الولايات المتحدة كانت اول المبادرين
لاتهام ايران وما مطالبتها باجراء تحقيقات في الحادث
الا من اجل الحصول على دليل رسمي لهذا الاتهام..
مؤكدة من خال بعثتها في الامم المتحدة على
تمسك إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، بمواصلة
جهودها لمواجهة الوجود الإيراني في العراق. فضا عن
استعراض ريتشارد ميلز ، نائب المندوب الأميركي الدائم
لدى الأمم المتحدة خال جلسة لمجلس الأمن الدولي
أولويات إدارة بايدن في هذا المجال، مشيرًا إلى ما
اسماه بمشكلة الميليشيات التي تعمل بدعم إيراني، وما
وصفه بعمل إيران على زعزعة الاستقرار في العراق وهو
توظيف يتناقض مع ما اشار له الناطق باسم القائد العام
للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول من أن الصواريخ
التي سقطت في أربيل أطلقت من داخل حدود إقليم
كُردستان. محددا عددها باحد عشر صاروخاً اطلقت من
منصة تبعد تبُعد أكثر من 5 كيلومترات عن مركز أربيل.
معلنا العثور على العجلة وقاعدة إطاق الصواريخ، لافتًا
إلى أن 4 من الصواريخ سقطت داخل حرم مطار أربيل
وأخرى سقطت على مدنيين.
ولعل الردود الدولية والإدانات وتحشيد مراكز القرار
الأوربية والعربية ونشر صور آثار القصف على نطاق
واسع. تشير الى ان الولايات المتحدة لن تتعامل مع
هذا الأمر كما تعاملت مع ضرب قاعدة الاسد بداية
العام الماضي، وانما تقوم بحملة دعائية سياسية
واعلامية شديدة المبالغة كما هو معتاد في التمهيد لاي
رد عسكري لايعرف حجمه أو نوعه، هل هو في حدود
الرسالة الخاطفة ام أنه عمل فعلي على الأرض العراقية
باسم التحالف الدولي لعلهم يطالبون بمعاملة الجهات
التي اطلقت الصواريخ معاملة تنظيمات داعش في
العراق وبذلك يكون التحالف الدولي المكلف أصا بهذه
المهمة مواصا اياها في عمليات عسكرية جديدة دون
الحاجة الى تفويض جديد.
الحملة الحمراء لتصعيد الموقف باتجاه عمل عسكري
ادركت جديتها جهات عراقية في مقدمتها الحشد
الشعبي الذي بحث رئيس أركانه عبد العزيز المحمداوي
مع الرئيس برهم صالح يوم الاربعاء الماضي، ابعاد هذا
التصعيد رغم ان جدول المباحثات المعلن كان تحركات
الحشد الشعبي لضبط الأمن في كركوك وغرب نينوى،
ملمحين الى استنكار الحشد لما سمي بالأعمال التخريبية
والمقصود تحديدا هنا هو ماتعرض له مطار اربيل من
قصف صاروخي.
وايا كانت التحقيقات والذرائع فان المراقبين يرون ان
بايدن يبحث عن فرصة لاظهار قوة وجود القوات
الامريكية في العراق وما يعتقده دعما للحكومة العراقية
التي تبدو عاجزة عن التعامل مع الجماعات التي تملك
قوات عسكرية خارج سلطتها ، مما يؤثر فعليا على
حيادية الانتخابات المقبلة في العراق وقد وجد في هذا
الحادث وثيقة مدانة دوليا ومحليا وجاهزة لهذه النوايا
نوايا العمل العسكري المحتمل.
حتى الان لم تظهر تعليقات واضحة من قبل الاطراف
المعنية تتحدث عن جدية النشاط العسكري الامريكي
هذا ويبدو ان هناك تجاها حذراً لها في العلن، لكن
من المؤكد سياسيا تتم مراقبة ذلك وحساب التعامل
معه بعد تحديد حجمه وتاثيره على المناخ السياسي
والامني في العراق والمنطقة.
بذريعة الرد على قصف قاعدتها في اربيل أميركا تحث حلفاءها لدعم عملٍ عسكري في العراق
(Visited 16 times, 1 visits today)