رهان خاسر / علاء الخطيب

رهان خاسر / علاء الخطيب

علاء الخطيب

لم تكن ليلة الرابع عشر من أبريل ليلة عادية ، فقد وقف العالم ينظر إلى الصواريخ والمسيرات الإيرانية وهي تتساقط على اسرائيل، صمت يجتاح  العواصم ، ودهشة تصيب الجميع . هل فعلتها ايران، رغم المراهنات الكبيرة بعدم ردها، وأنها ستبتلع ضربة  قنصليتها في دمشق التي راح ضحيتها نائب رئيس فيلق القدس  الجنرال زاهدي ، ورغم التهديد الأمريكي لها بانها ستتلقى ضربات  وعقاب عسير .

  لكن طهران كانت  تصر على حقها في الرد ، ومن أراضيها ، من إيران وليس عبر ارض اخرى.

وتسائل البعض، لماذا اصر الإيرانيون على ان تكون العملية الإيرانية من الداخل الايراني ؟

ما هي الرسالة التي أرادوا إيصالها لإسرائيل ؟

البعض من أنصار نظرية المؤامرة اعتبروها مسرحية واتفاق مسبق بين إيران وإسرائيل،

واخرون قالوا عنها انها عنتريات تشابه عنتريات ” صدام ” .

ولم يسئلوا أنفسهم لماذا هذه العنتريات ولماذا هذه  المسرحية ؟

هل تريد ايران ان تكون زعيمة الامة العربية ؟ ، وهل  تريد اعادة امجاد صلاح الدين الأيوبي ؟

وهل “هرمز ” مَنْ فتح القدس ؟

لماذا هذه المسرحية التي تقدم  إيران فيها خيرة قادتها للقتل ، ولماذا  هذه المسرحية وإسرائيل  تقصف قنصليتها وتعتدي بشكل سافر  على سيادتها ، وتحطيم صورتها امام العالم ؟

ما الغرض من المسرحية و ما جدواها وماذا تستفيد ايران منها ؟

ايران ليس لها ارض محتلة من قبل إسرائيل ، وأهل غزة ليسوا شيعة ، وهي لا تلام اصلاً ، فيما إذا أقامت علاقة مع إسرائيل على غرار تركيا ومصر وغيرها، لماذا تختار “وجع الرأس ” وتتحمل الحصار  الأمريكي ، والأعباء الاقتصادية التي انهكت المواطن الايراني؟

  أنا هنا لا أدافع عن ايران ، فلها من يدافع عنها ويتحدث بأسمها، لكن أود ان افكك المشهد بعقلانية وعلميّة طبقاً للوقائع .

وان لا ينجر العقل العربي إلى مؤثرات الثقافة التسطيحية، او  تفاهة مواقع التواصل الاجتماعي، من حق اي انسان  ان يكون مع او ضد هذه الجهة او تلك ، بشرط ان لا يفقد عقله ومنطقيته بالنظر للواقع .

واعود للسؤال ” لماذا أصر الإيرانيون ان تكون العملية من ارضها” وما هي الرسالة ؟

لان الاعتداء وقع على الارض الإيرانية، باعتبار ان القنصلية هي ارض ايرانية بعرف القانون الدولي ، وهنا ايران إرادات إيصال رسالة واضحة ان اي اعتداء على أراضيها لن يقابل إلا بالرد على ارض الدولة المعتدية ومن حدودها الجغرافية، فهي المعنية بالاعتداء ، وارادت كسر نظرية متداولة في الاعلام  ان ايران تحارب عبر وكلائها، هذه المرة تحارب  أصالةً عن نفسها ومن ارضها .

ايران كانت قادرة ان تضرب سفارة  إسرائيل في أذربيجان القريبة او اي دولة اخرى ، لكنها  لا تريد ان تدخل اطراف اخرى ، وكما قالت انها ملتزمة بأمن الدول الاقليمية المجاورة.

و لو لم ترد ايران لأ تهمت بالجبن والتخاذل ، وعندما ردت قالوا مسرحية !!

لقد سقطت رهانات البعض وأصيبوا بخيبة امل كبيرة ، وكانوا يودون ان تكون الصورة معكوسة، وتصمت ايران كي يتساوون في الخذلان .

  فالجميع وقف عاجزاً  ان يقدم رغيف خبز او علبة سردين  لاهل غزة  وهم يقتلون ويذبحون وتهدم ديارهم، و لم يجرؤ بتقديم مسرحية هزيلة او اتفاق مسبق  كما “يدعون ” لحفظ ما تبقى من كرامة .

(Visited 25 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *