الأستاذ الدكتور مازن الحسني رئيس جامعة واسط في حوار للمستقل:
حاوره : مصطفى الغزي
إكتسب الأربعون رمزية مضاعفة وأخذت أعداد زوار الأربعين بالتزايد حتى بلغت أعدادهم هذا العام أكثر من (22) مليون زائر في مدينة الإمام الحسين(عليهِ السلام) فما سر ذلك الإمام العظيم، إذ شاركفي إحياء مراسيم تلك الزيارة جموع غفيرة من مختلف الجنسيات والأديان والمذاهب تجمعهم رموز وقيم التضحية والمحبة والأخاء والتسامح في أكبر إحتجاج شعبي ضد التفرقة الدينية والتحديات اللاإنسانية التي واجهت وتواجه العراق والعالم.
قيم ومآثر
إن واقعة الطف من الوقائع الكبيرة والتجارب العظيمة التي تزين بها تاريخنا، وإن طقس الزيارة الأربعينية جزء من مواساة أهل بيت النبي (صلى الله عليهِ وعلى الهِ وسلم)، وتجديد مسيرة الولاء والتمسك بالنهج القويم الذي اختطه الإمام الحسين(عليهِ السلام) وأهله وصحبه الطاهرين، وان المؤسسة الاكاديمية جزء لا يتجزأ من المجتمع، ودوماً تؤكد وتسهم في إحياء تلك المناسبة فكرياً وعملياً، فملحمة الطف وزيارة الأربعين تاريخ مشرق وملحمة من الوفاء والرحمة والإيثار والوحدة، وتلك المآثر والقيم النبيلة نحن والمجتمع بأمس الحاجة إليها لتجديد القيم الكفيلة بالنهوض والإرتقاء الإنساني والحضاري.
إسهامات خدمية
شاركت جامعة واسط بتقديم مختلف الخدمات إلى زائري أربعينية أبي الأحرار وسيد الشهداء الإمام الحسين (عليهِ السلام)، إذ سيرت عشرات الباصات لنقل الزائرين من منفذ زرباطية الحدودي في محافظة واسط الى محافظة كربلاء المقدسة ذهاباً وإياباً، كذلك مساهمة العجلات الخدمية في تقديم المساعدة والدعم إلى أصحاب المواكب الخدمية في كربلاء المقدسة.
بالتعاون والتنسيق مع الهلال الأحمر تم تجهيز الجامعة بخيم خاصة لأغراض الطبابة، إذ شملت الإسهامات الخدمية المقدمة الرعاية الصحية والطبابة المتنقلة، فقد باشر الفريق الطبي المختص من كلية الطب وكلية طب الاسنان في جامعة واسط بمشاركة مجموع من الطلاب المتدربين ومن المراحل المنتهية المختصة لمعالجة الحالات الطبية للزوار السائرين صوب كربلاء المقدسة، إذ تم معالجة العديد من حالات الشد العضلي والأمراض المزمنة مثل أمراض ضغط الدم والسكري وجميع الحالات الأخرى بأشراف أساتذة مختصين من كلية الطب وطب الاسنان.
توعية وتثقيف
التوعية والتثقيف هما الهدف الأسمى من إداءمراسيم الزيارة وتوجيهها نحو القيم والمثل العليا التي ضحى من أجلها الإمام الحسين (عليهِ السلام) وآل بيته وصحبه الأطهار، ومن هنا جاءت مساهمة جامعتنا مع مركز كربلاء للبحوث والدراسات بإقامة منصة بعنوان (محطة المحور الجنوبي لزيارة الاربعين المليونية) التي اقيمت على طريق الزائرين في المدخل الشمالي للمحافظة حيث باشرت تلكالمحطة بفعالياتها ابتداءً من تاريخ 23 آب ولغاية 2 أيلول إذ اقيمت عليها سبع ندوات بمشاركة نخبة من أساتذة جامعتنا بمختلف الاختصاصات، تضمنت الندوات التوعية والتثقيف بتوجيه الارشادات الى الزائرين، وقد إنعقدت ندوة بإشرافنا قدمنا فيه عرضاً للمجلس الاكاديمي لزيارة الاربعين المليونية بإقرار تلك الزيارة ضمن ( التراث العالمي في اليونسكو).
كذلك تضمنت إقامة ندوة من قبل كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة تخص الجانب البدني للزائرين بأشراف مجموعة من الاساتذة المختصين، وكذلك ندوة أخرى في أحكام التلاوة والأحكام الفقهية والحجاب بالتعاون مع مؤسسة العقيلة التابعة للعتبة العباسية.
وشاركت جامعتنا بفعاليات المؤتمر الدولي السابع والخاص بالزيارة الاربعينية المليونية الذي أقامته العتبة الحسينية المقدسة مركز كربلاء للبحوث والدراسات وقد حضرنا بصفتنا عضواً في المجلس الأكاديمي للزيارة الأربعينية.
مشاكل وحلول
يعاني مجتمعنا من مشاكل عديدة ذات تأثيرات سلبية مختلفة، وبدورنا نسعى لدراسة تلك المشاكل وتشخيص أسبابها وطرح الحلول المناسبة لها، ومن تلك المشاكل الخطيرة التي تمثل تحدياً جسيماً على شبابنا هي (آفة المخدرات)، لذلك عُقدت ندوة بعنوان (المخدرات وآثارها على المجتمع) مقدمة من قبل مجموعة من أساتذة جامعتنا، كما فُتحت خيمة طبية لمعالجة الحالات النفسية للزائرين.
كما أن زخم الزائرين يخلق زخماً بشرياً يحتاج إلى الحلول المستقبلية المناسبة، وفي ذلك الشأن عقدت عمادة كلية الهندسة ندوة لرسم الخطط المستقبلية وفك زخم الطرق وتطوير الخدمة للزائرين باعتبار محافظة واسط ممر رئيسي للزائرين ولها خصوصية عن مختلف المحافظات.
كذلك فتحت خيمة خاصة بالنساء سميت بـ (الخيمة الأسرية) لتقديم بعض النصائح والإرشادات للزائرات (علماً إن تلك المحطة من ضمن ثلاث محطات رئيسة في العراق) والتي حققت نجاح باهر، من خلال سعيها إلى بناء أسرة سليمة خالية من المشاكل والعنف، وبالتالي القضاء على التفكك الأسري.