علاء الخطيب
في الخامس عشر من الشهر الجاري ستشهد بغداد وضيوفها العرب والاجانب والعراقيون الذيسيحضرون ارتداء صاحبة الجلالة بدلتها البيضاء في عيدها الـ 154 .
جاؤوا من الشرق والغرب لتحتضنهم مدينة السلام في عرس ” الصحافة العراقية ”
عرسٌ ليس كل الاعراس ، هو عرسٌ على نمط اخر ، تستعد نقابة الصحفيين العراقيين إقامته ليليق بمقام صاحبة الجلالة السامي ، وهي تتفاخر على اخواتها ، بأن ابنائها احرار لم ولن تطالهم السجون والمعتقلات، مادام هناك قصرها المنيف المطل على دجلة الخير وهو يرفل بالحرية ، “نقابة الكلمة المسؤولة” المتمثلة بنقيبها الاستاذ مؤيد اللامي ، الذي يواصل العمل من اجل هذه المناسبة الكبيرة .
وانت تدخل لنقابة الصحفيين ، سترى خلايا نحل تقطع المكان جيئة ً وذهابا تواصل الساعات بجد وعزيمة لاسعاد من ْ سيحضرون لهذا الحدث .
ستستمر افراح الصحافة العراقية اربعة ايام ، مفعمة ٌ بروح الوطن وشموخ محافظاته من الشمال الىالجنوب ، ستقدم مدن العراق تنوعها الثقافي وقيمها الانسانية ، وستعكس عادات وتقاليد اهلنا لتظهرللعالم ان ثراء هذا الوطن بتنوعه ، واختلافه الايجابي المنتج .
وستحتضن حدائق العاصمة العراقية الفرق الفنية المختلفة ، وستشع فنون البصرة بنورها العظيم ،وسنستمع الى فرقة «الخشابة » البصراوية ، كما سيستمتع المحتفلون بغناء الموصل ” يردلي يردلي سمرهقتلتيني خافي من رب السما وحدي لا تخليني ” كما سنشاهد ازياء المدن والقوميات العراقية الزاهية .
وسيلتقي الجميع بمطربهم المحبوب ناظم الغزالي صورة وصوت على مسرح فندق الرشيد ، وسيغني ” طالعه من بيت ابوها رايحه لبيت الجيران “ بفعل الذكاء الاصطناعي ،
وسيتذكر العالم الف ليلة وليلة وبغداد. وقصصها الجميلة ، وطربها الاصيل في مبنى ” الف ليلة وليلة“ بالاعظمية ، الحفل الذي سيحييه نخبة من نجوم الفن العراقيين والعرب .
بغداد المدينة الاصيلة لم تنسى صحيفتها الاولى ” الزوراء ” التي صدرت عام 1869 وبنفس اليوم ستزفهاببهاء وجمال ، لتقول للعالم ، ان الزوراء ما زالت تنبض بالحياة وما زالت تعشق الجمال ، ففي ربوع هذه المدينة كان شهريار يستمع لقصص شهرزاد الممتعة، وعلى ضفاف الزوراء كان السندباد يسافر لكل الدنيا ،ليخبرهم ان بغداد مهد الحضارة ومنبع الزهو الانساني .
ليسمعهم صوت ابو الطيب حينما يمرون بمهبط الثقافة شارعه الانيق ابرز معالم بغداد وهو ينشد :
انا الذي نظر الاعمى الى أدبي
واسمعت كلماتي من به صمم
انام ملء جفوني عن شواردها
ويسهر القوم جراها ويختصم
عرس صاحبة الجلالة يحمل رسالة لكل الذين شككوا بموت المدينة وأفول وهجها ونورها الساطع ، رسالةمفادها ان بغداد صانعة الحياة وعاشقة الجمال، مدينة المتنبي العظيم وابو تمام وابو العتاهية وأبو نؤاسوالبحتري والقائمة تطول ، بغداد صانعة ثقافة الليل ، ربما تكبو لكنها لا تنكسر ، بغداد التي اشتبكتعليها غربان الشر ، لكنها انتحرت على ابوابها، وبقي وريق عودها اخضر .
بغداد ما اشبكت عليك الاعصر
إلا ذوت و وريق عودك أخضر .
صاحبة الجلالة لم ولن تتنكر للذين ضحوا بارواحهم من اجل ان تبقى شامخة ، وستقدم الاسرة الصحفية في عيدها الـ 154 تحية اجلال واكبار لشهدائها وشهداء الوطن الذين حرروا تراب هذا الوطن من دنسالارهاب .
عرس صاحبة الجلالة هو عرس العراق ، عرس الحرية ، عرس الكلمة الحرة وحرية التعبير .
سيكون هذا العيد الاهم والاضخم والاكبر من كل الاعياد ، لم يشهد العراق في ماضية ولا حاضره كهذاالعرس ، الذي سيكون اسطوريا ، سيضع بصمته في تاريخ هذا الوطن .
سيشهد ضيوف صاحبة الجلالة عرساً مختلفاً بكل المقاييس ، هنيئاً لبغداد ، هنيئا لصاحبة الجلالة، وللصحافة العراقية والصحفيين العراقيين .
وكل عيد وصاحبة الجلالة بخير .