أربعون عاما يتبحر في مسارات ابداعية متنوعة..
الفنان اياد الموسوي يقدم المعرض الاستعادي (حنين )
في قاعة ( ذي كلري) في بغداد
الكاتبة والشاعرة : دنيا الحسني- العراق
يقيم الفنان العالمي إياد الموسوي معرضا خاصا استعاديا بعنوان (حنين) الذي يعد من أهم المعارض الشخصية في مسيرته الفنية، وسيتم إفتتاحه بتأريخ ٥ مايو ٢٠٢٣ ، في قاعة (ذي كلري) في حي المسبح ببغداد ، يعرض اياد مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية التي تعكس المراحل الفنية التي طور من خلالها اسلوبه الخاص خلال رحلته الابداعية لأكثر من أربعين عاما من تفرغة الفني ، وهو يتخطى الأساليب التقليدية والتيارات الحديثة ولم يتأثر بأي منها ، ويقدم حصيلة جمالية فريدة التي تشكل بصمته الإبداعية المميزة، وحققت نقلة نوعية وجمالية وفي ابتكار أساليب وطرق جديدة للتفكر والتفاعل مع التشكيل ما بعد الحداثة، وضمن نسق مختلف مفعم بالإبتكار الفني و الخيال الخلاق، إذ سخر اياد أنماط الزخرفات الهندسية الإسلامية ووظفها في العمل الفني بأشكال مستحدثه، غلبت التصاميم الهندسية والرمزية والاشارات الصوفية المشفرة بأعماق بصيرته الحاذقة في حقيقة وحدة الوجود، حيث إستخدم مجموعات المربعات والدوائر والمثلثات والخطوط المعينية والهندسية، يمكن أن تتداخل وتتشابك كما إشتملت على أشكال متنوعة بروح الفسيفساء ، وتدرج و حور وتنوع بطرح انماط جمالية تستحضر بعض الضواهر الطبيعية بدءًا من النجوم والمعينات البسيطة، فإستخدم الزخارف الهندسية في أشكال متعددة في فن العمارة .…
وأوضحت فلسفة الموسوي كثير من المعاني الدلالية للوجود، وهو يجرد الحياة من ثوبها الظاهري، ويأخذنا إلى عمق الحقيقة ومضمونها الدفين ، فليست هذه التشكيلات سوى ثمرة لتفكير قائم على منهج البحث للاعماق الجوهرية ، ولما بعد سطح الظاهري للموجودات باحثا عن جماليات الوجود الحقيقة محاولا أن يعكس شيئا من تلك الجماليات ، وكأن بعض اعمالة رسوم بيانية لأفكاره الفلسفية ولمعانٍ روحية عميقة. غير أنه ينبغي ألا يفوتنا أنه خلال هذا الإطار البحثي والجمالي تنطلق حياة متدفقة عبر الخطوط، فتؤلف بينها تكوينات تتكاثر وتتزايد، متفرقة مرة ومجتمعة مرات، وكأن هناك روحا هائمة هي التي تمزج تلك التكوينات وتباعد بينها، ثم تجمعها من جديد، فكل تكوين منها يصلح لأكثر من تأويل، يتوقف على ما يصبو أليه المرء من رغبة الوصول الى مستقر النظره التأملية التي تأخذنا اللوحة لها، وجميعها تستتر وتكنشف في آن واحد عن سر ما تتضمنه من إمكانات وطاقات بلا حدود، كما إستخدم وسخر حكمة الكتاب والشعراء والفلاسفة في مفاتيح اللوحات، وذلك في أشكال مدهشة من التركيبات الفنية التي تبعث رسائل الحب ، السلام ، الحكمة ، التواضع ، العدل ، الأمل ، التفائل ، وكافة الطاقات الإيجابية المعبرة عن حياة متجددة،
وتؤكد على الروابط المشتركة للوجود الإنساني ومعاني لشواهد وحدة الوجود الكوني، بتحف فريدة من نوعها جسدت بنات افكاره الخلاقة متبنياً مقتطفات وجودية على شكل جدارية ولوحات صديقة للبيئة . وهذا الفن الذي يقدمه اياد بمثابه الصدى الذي يعكس قصص من المجتمعات التي يلتقي بها في جميع أنحاء العالم. وهناك أيضاً خاصية مثلت نهجًا واضحًا في أعماله الفنية تحمل بين طياتها الموروث التاريخي للحضارة الاسلامية العريق بفنون الهندسة والزخرفة والعمارة ، اضافة الى تنوع الثقافة للفنان المخضرم اياد الموسوي.
يتمحور هذا المعرض حول التنوع في التشكيل والتفاعل البصري والحسي والتواجد والتحول عبر الزمن ويتخطى بذلك حدود الزمكان في نظرية وحدة الوجود بروح صوفية يسلط الضوء على تداخلات تربط مختلف أوجه الفنون.
يقدم اياد في المعرض سلسلة من الفعاليات التي ركز فيها على الجداريات والمعلقات الفنية لبحوثه الفنية التي تنهل من تجاربة الرائده بإحساس فنان فريد بعصره وزمانه صوفي عاشق يجسد عمق معاني الجمال في مسرح الوجود والطبيعة.