حسين الصدر
-1-
لم يرض امير المؤمنين بسب أعدائِه وشتمهم فحين سمع بعض اصحابه يسبون اهل الشام قال لهم :
{ إني أكرهُ أنْ تكونوا سبابين ولكنكم لو وصفتم أعمالهم وذكرتم حالهم كان أصوب في القول وأبلغ في العذر }
ونحن لا نتورع عن الطعن وبذيء الكلام بحق بعض الأعلام من علمائنا فضلاً عن غيرهم فأين نحن من النهج العلوي المبارك ؟
-2-
كان امير المؤمنين يُقدّم العسل المصفّى وأطايب الطعام للايتام ولكنه لا يأكل الاّ الجشب حتى قال له بعض اصحابه: ( وددتُ أني كنت يتيما يا ابا الحسن ) ؟
والسؤال الان :
مَنْ منّا يؤثر الفقراء على نفسه ؟
ومن منا يوليهم العناية وقد بلغوا قرابة الربع من سكان العراق ؟
-3 –
ولم يكن يُؤثر اليتامى على نفسه في الطعام بل كان يقدّم الفقراء على نفسه في الملبس ايضا .
جاء في { أُسدِ الغابة } عن ابي النوار – وكان هذا يبيع الأقمشة – قال :
” أتاني علي بن ابي طالب (ع) ومعه غلام فاشترى مني قميصيْ كرابيس فقال لغلامه :
اخترْ ايّهما شئتَ ،
فأخذ أحدهما ،
واخذ علي (ع) الآخر فلبسه
ثم مَدَّ يده فقال :
اقطع الذي يفضل من قدر يدي فقطعتُه فلبسه وذهب ”
والسؤال الأن :
مَنْ منّا يفكر في ملبس الفقراء والمحاويج ؟
ولهذا قال عمر بن عبد العزيز :
{ ما علمنا أنَّ احداً من هذه الامة بعد رسول الله (ص) أزهد من علي بن ابي طالب ،
ما وضع لبنه على لبنه ، ولا قصبةً على قصبة }
-4-
أليس هو القائل
{ هيهات أنْ يغلبني هواي ،
ويقودني جشعي الى تَخَيُرِ الاطعمة ، ولعلَّ بالحجاز او اليمامة مَنْ لا طمع له في القرص ، ولا عهد له بالشبع }
والسؤال الآن :
من منّا يحرص على كبح جماح هواه ، ويحمل هموم المستضعفين عبر ارجاء الوطن الاسلامي الكبير ؟
-5-
قيل عن نهج البلاغة :
{ انه فوقَ كلامِ المخلوقين ودونَ كلامِ الخالق }
وقال عبد الحميد الكاتب :
” حفظتُ سبعين خطبة من خطب الأصلع – يعني امير المؤمنين عليا- (ع) فغاضت ثم فاضت ”
والسؤال الأن :
من منّا أولى النهج عنايتَه، وأقبل عليه يدرسه بامعان، ويحفظ نصوصه لينطلق الى ترجمتها العملية في ميادين الحياة ؟
-6-
انّ حبّ علي (ع) يعني الاقتداء به والسير على منهاجه والانتهال من ينابيع عطائه .
وهنا تكمن العظة
حسين الصدر
Husseinalsadr2011@yahoo.com
دروس عَلويّة / حسين الصدر
(Visited 6 times, 1 visits today)