مصادفة وانا متواجد في المتنبي يوم جمعة، واذا
بي امام ابو جحيل)الفنان الكبيرجواد الشكرجي( وجها
لوجه..وكان عناقا شديدا وفجأة اشتغل)البلاي باك(
في ذهني لتعود الذكريات الى نهاية السبعينات حين
تعارفنا في مسلسل حرب البسوس في استديوهات
الموصل. واجتمعنا بداية الثمانينات في الخدمة
العسكرية وكان رئيسنا في فصيل الخريجين بمركز
تدريب الفوج السابع معسكر الرشيد وقضينا حينها
وقتا جميا رغم مرارة ايام العسكرية، بسبب المرح
والدعابة التي يضفيها الشكرجي على الاجواء.ثم
نقل الى المسرح العسكري ،ونقل الى جبهات القتال
بوشاية. وهناك لم يتركه الكارهون فواصلوا كتابة
التقارير ضده فاعتقل وظل يعاني لكن ساعده احد
الشرفاء ممن لمس ان الوشاية كاذبة وكيدية فخرج
من الازمة.كان يستثمر نجوميته في وحدة التدريب
ليساعدالجنود.مثلا كان ياخذنا بعد التعداد الى
المطبخ وهو مكان يقينا من الحرويعفينا من التدريب
والعقوبات والواجبات ويتوفر فيه الطعام والماء
البارد والامان من العقوبة. كانت اياما لاتنسى في
العسكرية.اما لحظة احتراق مسرح الرشيد) في مسرحية
لو( وابو جحيل معلقا في فضاء المسرح ،والنارتشتعل
في الاسفل، كانت لحظات محزنة وهويراقب الموقف
من الاعلى . واذكر قال لي في حينها)كنت اعتقد
وانا معلق بان العرض انتهى. وحققنا نجاحا كبيرا.
فاغمضت عيني مستريحا ومطمئنا . لكني سمعت
صراخا وضربا ودربكة لا اعرف مغزاها . و رجال امن
صعدوا الى المسرح يضربون بفناني الكومبارس.
فقلت)يلة شيريد يصير خليصير( . لكن حين رميت
بنظري الى الاسفل وجدت نارا مشتعلة)اويلي( . اذن
حدث تغييرا وصارت الامور فيها)حريق( . والجمهور
امامي ينظر اليً بهدوء لانه شاهدهدوئي وكانني
صمام الامان له..ولم تعرض المسرحية ثانية بأمر
وزير الثقافة والاعام لطيف نصيف جاسم لان
فيها نار…. وغادر ابو جحيل الى تونس ليقيم فيها
لسنوات وظللنا نتواصل واذكر اجريت معه حوارا
مهما لمجلة الف باءعبر بريد الرسائل بث فيه همومه
وغربته للوطن وتعلقه به.و التقينامجددا وجها لوجه
في المتنبي..فتذكرنا ابو جحيل وضحكناوقال )رئيس
العصابة الملقب ابو جحيل هي مرحلة مهمة في
حياتي لانها شكلت منعطفا .و لم اتخلص من ابي
جحيل بسبب تعلق الناس بهذه الشخصية منذ عام
1992 . و عرض العمل غير مرة في القنوات الفضائية
بشكل مثير للدهشة ،بالرغم من عرضه لمرة واحدة
سابقا ومنع بأمر الدولة باعتباره ضدها! واظهررجل
العصابة محبوبا اكثر من الشرطي واثار ضجةحينها.
ابو جحيل شخصية ملتصقة. واكن لها وللمخرج حسن
حسني والكاتب صباح عطوان كل الاحترام والتقدير.
لقد وضعني في طريق النجومية على نحو كبير.
من مفكرتي الفنية ابو جحيل في بغداد
(Visited 13 times, 1 visits today)