علاء الخطيب
دائما نشاهد هذه العبارة على بعض الطرق التي لا تؤدي الى فتحات ليستمر السير ،واحياناً اخرى تعني هذه العبارة التحذير من الدخول في الطريق كي لا تتورط فيالخروج.
الطريق مغلق تعني انك تدخل وتحرج من نفس المكان ، فلا يسعك المناورة.
لكن رغم التحذير ورغم الاشارات التي نقرأها ونراها.، إلا أننا لا نكترث ونستمر في تحديالواقع .
الكثير من تجاربنا الحياتية التي مرت بنا كانت باتجاه واحد ، وربما ذهبت بعضها الىالفراغ دون ان تثمر . فكان الطريق فيها مغلقاً ، وربما كلفنا الدخول في الطريق المغلقالكثير ، لكننا لم نفهم المعادلة إلا بعد فوات الاوان، وانشغلنا بماض العيش ، ولم “نغنم منالحاضر لذاته” على رأي ” عمر الخيَّام ” .
وأعني بتجاربنا على المستوى الجماعي والفردي معاً .
يقال ان ” الحليم من اتعظ بغيره ” حكمة عظيمة تعلمنا ان الحياة عمليةٌ تراكمية ، وتجاربمتصلة ببعضها، فلا يمكن فصل التجارب عن بعضها ، لذا وجدت كتابة التاريخ لتدلنا علىالخطأ والصواب ، يقول القرآن الكريم: ” قل سيروا في الارض فأنظروا كيف بدأ الخلق” وفي آية أخرى يقول : ” قل سيروا في الارض فأنظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل“ هذاالحث على الاستفادة من التجارب السابقة هو سر قراءة التاريخ ، وربما سر النجاح .
الطريق مغلق!!! مجرد اشارة او عبارة صماء حملتها لوحة ، ما يُميزها ويرشدنا الىتجنبها هو العقل.
و ما يميز بين العقلانية و اللاعقلانية هو فهم الواقع والعمل عليه ، وهذا ما ينقصتجاربنا التي نتخبط بها .
لكن ماذا لو خالفنا العقل ؟
هل سنجد الحل ؟؟
الجواب واضح لا يحتاج الى توضيح .
وما يحدث و يتكرر في واقعنا العراقي هو تجاهل اشارة الطريق مغلق ، والاستمرار بذاتالطريق ذو الاتجاه الواحد .
العملية السياسية التي تسير باتجاه واحد اوصلت الوطن الى طريق مسدود ،
والانسداد السياسي الذي يتحدثون عنه هو بسبب تجاهل اشارة الطريق المغلق .
معاناة كبيرة يدفع ثمنها الناس لينتشي بها المصرون على السير بالاتجاه الخاطئ.
عملية سياسية متكلِّسة لا تنتج سوى الفشل .
لم يتعلموا من التاريخ ولم ينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم .
الاصرار على الفشل جريمة ، قد لا يحاسب عليها القانون ولكن سيحاسب عليها التاريخحتماً .
منذ زمن بعيد والاصوات بحت وهي تحاول ان تنبه السائرين الى اشارة الطريق المغلق،لكن دون جدوى .
مزهوون بالنصر على الوطن ، متنمرون على بعضهم البعض، متجهون الى ما يفعلالجاهل بنفسه.
احذروا للمرة الاخيرة وانتبهوا فالطريق مغلق .
