.
جاسم مراد
في البدء كل وطني ومؤمن وانسان عراقي حريص على أمن وطنه ، ويرفض قطعياً كلاشكال التدخلات والاختراقات للأمن الوطني ، ولما حددت الولايات الامريكية وعديد دولالغرب غزو العراق واحتلال ارضه ، رفض الشعب ذلك ، وحتى الذين كانت تقع عليهمالحصة الأكبر من الاضطهاد وعنف النظام رفضوا الغزو ، وهذا مبدأ وطني عام .
الان وفي ظل النظام القائم ، جرت العديد من الاختراقات والاعتداءات للسلطة وللحشدالشعبي والجيش والمستلزمات العسكرية من أسلحة وغيرها من قبل إسرائيل والقواتالامريكية ، وليس اكثر فظاعة مثل هجوم ( بلاك ووتر) الجهاز الأمني الأمريكي علىالمواطنين في ساحة النسور وقتل وجرح العشرات منهم لم تتخذ السلطة المركزية ولا سلطةكردستان العراق موقفا حازما في المحافل الدولية والعربية والإقليمية والوطنية من هذاالخرق والعدوان السافر سوى عمليات التنديد البائسة ، والادهى من ذلك اتخذ الرئيسالأمريكي ترامب قرارا مخالفا للقضاء الأمريكي واطلق سراح القتلة ، بدون اعتبار لذويالضحايا ولا حتى التفكير بتعويضهم .
وقبل فترة ليست ببعيدة اطلقت إسرائيل حسبما ذكرت التقارير المسيرات ضد فصيل منالحشد الشعبي المرتبط بالقوات المسلحة واستشهد عددا منهم ، ثم قامت نفس المسيراتبضرب مخازن الأسلحة للحشد في شمال بابل ، والحديث يطول عن تلك الاختراقاتالإسرائيلية والأمريكية ضد مواقع الجيش والحشد معاً ،ولكن لم نسمع نفس الحماسةاليوم من اختراق ايران للأمن الوطني والقومي العراقي بضرب ماسمي بموقع التجسسالإسرائيلي الواقع بين مركز محافظة أربيل وصلاح الدين .
المهم حكومة أربيل تنفي وجود موقع تجسسي إسرائيلي في أراضي كردستان العراق ،وايران تعطي المؤشرات لقيام هذا الموقع باطلاق المسيرات على كرمنشاه وتدمير العديد منالمواقع الإيرانية لكنها لم تذكر هناك قتلى ، لكنها في نفس الوقت تؤكد عبر مخاطبةسلطات كردستان العراق وكذلك الحكومة العراقية من إن إسرائيل تقوم بعمليات تجسسيةوعدوانية ضد ايران من أراضي كردستان العراق .
لقد كان الموقف الشعبي العراقي صامتاً وبعضه مؤيداً لتلك الضربة ، ولما تسأل عن السببتعبر مجموعات شعبية واسعة من إن رفع الاعلام الإسرائيلية في الأرض العراقية من قبلمجموعات كردية خلال محاولة الانفصال ، وكذلك عدم قدرة الحكومة الاتحادية من معرفةمايجري في كردستان العراق ، إضافة الى منع الجيش والأجهزة الاتحادية الأمنية منالتحقق بمايجري في كردستان العراق مثلما هو حاصل في كل المحافظات العراقية ،إضافة الى التصرف الأحادي بالموارد النفطية العراقية والخلافات الدوارة حول طبيعةالعلاقات بين مصالح الطرفين ومنع المواطن العراقي في الفترة الماضية من السفر الىكردستان العراق إلا بكفيل ضامن وغيرها من القضايا العالقة ، كل ذلك تسبب من انكفاءالجماهير العراقية عموما عن عدم الرضا والسكوت عن الخرق الإيراني للأراضي العراقية .
على كل حال نحن كشعب ، نشعر بعدم القبول بالمطلق لأي خرق أو عدم احترام للسيادةالعراقية من أي جهة كانت ، إضافة لمعرفتنا بأن الصراع مفتوح بين الجمهورية الإسلاميةالإيرانية وإسرائيل ، وان أي طرف يجعل من ارضه ملعباً لكلا الطرفين يتحمل النتائج لهذاالصراع .
وليس خافياً على احد من المسؤولين والمواطنين على حد سواء ، بأن كثير من الاختراقاتللامن والشعور الإنساني العراقي يتخذ من أربيل مركزاً له ، وليس ببعيد مؤتمر أربيلالذي دعا الى الصلح مع إسرائيل ، وزعمت وزارة الداخلية في كردستان العراق ليس لهاعلم به..؟ وهذا المؤتمر تسبب باختراق فاضح لمواقف ونفسية الانسان العراقي في كافةمواقع تواجده .
ليس مقبولاً البته قيام ايران بمهاجمة الأراضي العراقية دون معرفة الحكومة العراقيةبالمسببات ، كذلك لايحق لأي جهة عراقية في المحافظات عموما وكردستان العراق على وجهالخصوص أن يتم التعامل والتعاطي والتعاون في الأرض أو عبر المساومات السياسية معاطراف دولية وبالخصوص إسرائيل إن لم يكن هناك موقف سياسي جمعي ، وقبول شعبيسيما وان العراق يتخذ من الديمقراطية البرلمانية أحد أهم شروط النظام السياسي .
المطلوب من ايران الان تقديم الأدلة للحكومة العراقية عن موقع أو مواقع التجسسالإسرائيلية في كردستان العراق ، وبالتالي على السلطة والدولة العراقية اتخاذ موقفينسجم تماما مع موقف القضاء العراقي الذي اتخذه ضد الذين عقدوا المؤتمر التصالحيمع إسرائيل.
العراق ليس وطناً مسلوب الإرادة ، بالخصوص مايتعلق بالكيان الإسرائيلي ، فهو وطنالرفض للكيان الإسرائيلي منذ العهد الملكي حتى العهود الأخيرة ، وما يجري الان منضعف بسبب المصالح بين القوى السياسية هو حالة مؤقتة كثيرا ما شهدها العراق وخرجمنها كالعنقاء . ما يصبو اليه الشعب في هذا الوقت بالذات بعد التضحيات الكبرى التيقدمها الشباب في الانتفاضة التشرينية هو حكومة وطنية قوية تعبر عن الإرادة الشعبيةوتستجيب لمطالب الجماهير وتقف بقوة القانون العراقي ضد أي اختراقات خارجيةوداخلية وتكون حامية للأرض العراقية في كل مكان مؤشر ضمن الخريطة الجغرافية