المستقل / وكالات
عالم البن صناعة تقدّر بمئة مليار دولار، لكنها الأكثر هشاشة بفعل تغير المناخ، ناهيك عنارتفاع أسعارها في العقود المستقبلية لأعلى مستوى منذ 10 سنوات، بحسب صحيفة«فايننشال تايمز». وبرزت في الفترة الأخيرة محاولات كثيرة لاختراع قهوة «بلا حبوببُن»، على غرار أصناف اللحوم والبيض والحليب النباتية. في خطوة تقودها شركة«أتومو كوفي» الأمريكية الناشئة لتكنولوجيا الغذاء مع فريق من العلماء والكيميائيينلإنتاج قهوة من مكونات معاد تدويرها.
تولت شركة «أتومو كوفي» الأمريكية الناشئة لتكنولوجيا الغذاء مع فريق من العلماءوالكيميائيين العمل على إنتاج قهوة من مكونات معاد تدويرها للأفضل من قشور بذوردوار الشمس والبطيخ وإخضاعها لعملية كيميائية معينة لاكتساب نكهة وإحساسالقهوة الحقيقية مع جرعة من الكافيين.
وفي حديث لموقع «بلومبرغ»، أعرب أندي كلايتش الرئيس التنفيذي لـ«أتومو كوفي» عناعتقاده بأنه كان ليواجه هجمة مرتدة لدى الإعلان عن قيامه بإنتاج بدائل للقهوةالتقليدية، لكنه لقي دعماً وتشجيعاً غير متوقعين. ولفت إلى أنه قبل ثلاث سنوات عندتأسيس الشركة قام وفريقه بإجراء الكثير من الدراسات والأبحاث التي أظهرت وجودمشكلة حقيقية. إذ «تتعرض المناطق حيث تنمو أشجار البُن اليوم لتأثيرات تغير المناخ بمايدفع المزارعين للانتقال بمحاصيلهم الزراعية لمناطق برية أكثر ارتفاعاً، الأمر الذي قد يؤديإلى التصحر في غضون 30 عاماً مقبلة». ويشير أندي إلى أنهم يأملون في تلبية زيادةالطلب حول العالم دون التسبب بالتصحر. وتنتج شركة «أتومو» قهوة ذات نكهة جيدةصديقة للكوكب.
ويضيف أندي قائلاً: «كي نعيد اختراع القهوة لا بد لنا أن نحدد العناصر الموجودة داخلكوب القهوة بالفعل. وقد تمكنا من التعرف على 28 عنصراً مركباً ضرورياً لاستنساخفنجان قهوة فعلي. ومن أجل أن نصنع قهوة خالية من حبوب البُن كان لا بدّ من إيجاد مايعادل حبة البُن».
المنتج مصنوع من مواد معاد تدويرها للأفضل نتاج المزارع الأمريكية وهي برمتها من موادذات أساس نباتي. وتختلف قهوة «أتومو» عن القهوة التقليدية بطبيعة الحال. ويعزىالسبب الرئيسي في ذلك إلى اعتمادها على مبدأ الاستدامة. وترتكز العملية بغالبيتهاعلى نواة التمر كمكون أول يتم التخلص منه عموماً من قبل المزارعين. وهناك ما يكفي فيالعالم من نواة التمر لصنع المليارات من فناجين القهوة، بحسب ما تؤكد رايلي إريكسون،العالمة في مجال الأبحاث والتطوير لدى «أتومو». «حين يسألنا الناس هل هذه فعلاًقهوة، نجيب إنها حتماً كذلك».
يقول أندي مضيفاً إن القهوة طقس وعادة وتجربة، لذا نريد أن نستمتع بالنكهة والرائحةكما بالكافيين، وإن قهوة «أتومو» توفر التجربة عينها والنتيجة ذاتها والقوام ذاته. وتبدأرحلة المنتج مع علبة من المشروب المختمر البارد. وسرعان ما سننتج القهوة الجاهزةلتحضير مشروب ساخن كما بُن مطحون.
يقول الباحثون: سنتمكن قريباً جداً من وضع تلك القهوة في الثلاجة ونتذوقها في اليومالتالي والاستمتاع بطعمها. لذلك قررت الشركة مشاركة منتجها الأول على شكل علب قهوةباردة، كطريقة مثلى تظهر تحكمنا بالأمور. ويلفت أندي إلى أنه يؤمن بأن كل محب للقهوةيريد أن يفعل ما هو أفضل للكوكب كل يوم. ويقول، طالما أننا ننتج القهوة بطريقة مماثلةتماماً، نعتقد أن أمام متذوقي القهوة فرصة لخوض تجربة جديدة.