عد هجوم العْظيم .
كتب المحرر السياسي للمستقل .
تصدر نبأ الهجوم الداعشي الاجرامي في محافظة ديالى الجمعة الماضية واستشهاد 11 جنديا عراقيا الاحداث السياسية والامنية نهاية هذا الاسبوع حيث تداعت مؤسسات الدولة واولها القيادة العامة للقوات المسلحة الى استنفار الجهود من اجل تقييم هذا الموقف واتخاذ التدابير المناسبة للرد عليه . وفي اول اجتماع للخلية الامنية تعهد الكاظمي بالرد مؤكدا بعد ذلك في لقاء بينه وبين الرئيس برهم صالح أهمية حماية أمن واستقرار المواطنين وملاحقة فلول داعش وقطع الطريق أمام محاولاته الإجرامية لاستهداف أمن المواطنين، وتوفير كل الدعم للقوات الأمنية في القيام بمهامها الجسام.
كما جرى التأكيد على أهمية تكاتف القوى الوطنية من أجل تحقيق الأمن والاستقرار، والشروع في الاستحقاقات الوطنية الدستورية، والتركيز على تلبية احتياجات المواطنين وتطلعاتهم في حياة حرّة كريمة.فيما قال وزير الدفاع ان داعش ليس بتلك القوة والتسليح الذي يهوله البعض لكن الاخفاقات في التدابير افسحت له هذه الفجوة وجعلت مجموعة من عناصر “داعش” تضم نحو 10 مقاتلين، تشن هجوما على الفرقة الأولى في الجيش العراقي، وتقتل 11 جنديا باستخدام أسلحة متوسطة و قناص.فيما اشارت الانباء أن توجيهات عليا صدرت بإرسال تعزيزات عسكرية إلى محافظة ديالى على خلفية الهجوم.
محافظ ديالى مثنى التميمي وصف في حديث لوكالة الأنباء العراقية إن “الاعتداء تم على أفراد من الفرقة الأولى في منطقة العظيم ،في المنطقة الفاصلة مع حدود محافظة صلاح الدين”، مشيراً الى أن “السبب الرئيسي هو إهمال المقاتلين في تنفيذ الواجب ،لأن المقر محصن بالكامل ،وتوجد كاميرات حرارية، ونواظير ليلية ،وأيضاً هناك برج مراقبة كونكريتي”.
من جهته أصدر رئيس الكتلة التركمانية النيابية النائب ارشد الصالحي، اليوم السبت، بياناً حول التطورات الامنية التي شهدها العراق في الآونة الاخيرة، محذرا من خطر داعشي على أربع محافظات.
وقال الصالحي في بيان، إن “التطورات الاخيرة في المنطقة، وما حصل من مجزرة العظيم في ديالى، واعقبتها اطلاق سراح عصابات داعش الإرهابية من السجون السورية عبر قوات سوريا الديمقراطية، ما هي إلا مؤشر خطير ووسائل كفيلة لأثارة الفتنة الطائفية مرة اخرى في العراق، ولذا اصبحت قواطع الموصل وكركوك وديالى وصلاح الدين امام خطر داعشي قريب”.
واضاف أنه “مهما تتصدى القوات الامنية والحشد الشعبي لهذه العصابات الاجرامية فان القرار السياسي في تشكيل الحكومة العراقية باسرع ما يمكن هي التي ستؤدي الى ابطال المشاريع الدولية التي تسعى لزعزعة الامن العراقي”.
ودعا الصالحي الاجهزة الامنية الى “اخذ الاحتياطات القصوى في حماية السجون العراقية وخصوصا سجن الحوت وسجن الحماية القصوى، ليتسنى لنا عبور هذه المرحلة المهمة وتشكيل الحكومة والقضاء على الارهاب”.
اهمية هذا الهجوم تشير الى قضيتين الاولى انه استهدف مباشرة قوات امنية مرابطة في المنطقة وان جميع الضحايا من العسكريين بمعنى انه خلل امني او تراخ في الحذر ةالتاهب والتقليل من مخاطر هذه الجماعات المنفلتة الارهابية التي بدات تعمل كالذئاب المنتشلرة في تلك المناطق ، فقد سبق لهذه الجماعات ان قامت باعتداءات على المدنيين ونبهت وسائل الاعلام الى مناطق اشتباك بين ثوات امنية وقوات من الحشد في اكثر من منطقة ولم يتم الاكتراث لهذه الهجمات ولم تؤخذ بشكل جدي وعوملت كانها احداث صغيرة عابرة لا اهمية لها ، لذلك جاء هجوم العظيم بمثابة انذار على مستوى عال من ان التنظميم المهزوم مازال يستعيد انفاسه في المناطق الرخوة من العراق . ان التعزيزات الامنية لمنطقة الهجوم وحدها لاتكفي حيث نبه مراقبون وخبراء امنيون الى ان التنظيم لايتصرف عشوائيا كما توحي تحركاته وعملياته وانما هناك مايشبه اليقظة لهذا التنظيم النائم الذي تحركه عوامل عدة ، بل يستغل الخلافات السياسية والانشغال بقضايا تبعد المسؤولين عن ايجاد معالجات ومراجعات وانتشار منظم للقوات الأمنية في تلك المناطق .
ويامل السكان في تلك المناطق وكما ورد في رسالة الجبهة التركمانية الى ان يكون هجوم العظيم بادرة للتصدي الشامل لبقايا هذا التنظيم وعدم الاكتفاء بالشجب والوعيد والمراهنة على نسيان ماحدث دون جدوى .
وعليه فان المعركة التي خرج منها العراقيون بخبرة واسعة في التعامل مع التنظيم الارهابي مازلت قائمة وربما تحركت الياتها من مواجهات مباشرة الى حرب عصابات وباغتات يجيدها التنظيم ، لاسيما مع الحدود العراقية السائبة مع سوريا وتركيا فضلا عن الخلايا النائمة التي تتحرك هنا وهناك في مناطق العراق الغربية والشمالية .