ذكريات وقصائد مظفر النواب في السجن

ذكريات وقصائد مظفر النواب في السجن

يروي الاديب المعروف حاكم الحداد من مدينة
الديوانية في كتابه الجديد مظفر النواب الكلمة
المنغمة تفاصيل جميلة عن مظفر النواب حين كان
في سجن السعدية حسب ما رواه له الفنان الكبير
يوسف العاني برسالة شخصية للحداد.يقول فيها:-
ان مجموعة من الطلبة والمعلمين والموظفين سيقوا
الى ذلك المعسكروكانوا معظمهم من القوميين
واليساريين والوطنيين المناضلين ضد الاستعمار.
وكان النواب والعاني من بين هؤلاء.وقد خلقوا في
المعسكر جوا ثقافيا وفنيا عاليا بفضل النواب ،الذي
كان يتحرك كخلية نحل فاسس مكتبة وكان يلقي
الشعر الجميل ويغني بصوته العذب.ويواصل العاني
كنت اتوقع منه شعرا كلاسيكيا لكني اكتشفت انه
شاعر شعبي كبير ويوظف كل مايسمعه بقصائد
جديدة تجمع الطرافة والعبرة. من اهم ماقرأه
النواب قصيدة) ردتوها دشوفوها( تحكي حالهم
غير المرضي للجميع.يقول فيها النواب:-
ردتوها دشوفوها
بعد هيهات تنسوها
بعد منصطفي وياكم
عفيه خلك شكبره
تحفر بير بالابرة
كل شيء واضح ومفهوم
وبنص الحلاوة سموم
ردتوها دشوفوها
كام الداس ياعباس
بين الحرية والناس
ويشير الحداد ان تلك القصيدة هي من اوائل
ماكتبه النواب قبل الريل وحمد .وكان يتحدث فيها
بمرارة عن واقع الحال. كذلك قصيدته الاخرى
جقجه قدر جقة وشبر جراغون/النجانة جواهة الخبز
والبزون. هذه كانت من بدايات النواب وجاءت
ساخرة وناقدة للوضع العام اضافة الى انها تحمل
الحس السياسي الاصيل والنبيل لشاعرها.ويذكر
النواب في صدد ذلك انه كتب الفصحى والعامية
منذ بداياته لانه عاش الهدهدة في الصغر وسمع
النسوان ايام الاهازيج والسبايات وايام عاشوراء.
لقد كتب النواب في كل شيء في الوطن والشعب
والمرأة والطفولة والغزل .وما كتبه في الغزل:-
جن كذلتك
والشمس
والهوة هلهولة
شلايل بريسم
والبريسم اله سوله
واذري ذهب يامشط
يلخلك….اشطولة
بطول الشعر
وللهوى البارد
ينيم الكطة
لذلك نجح النواب ان يجعل شعره على كل لسان
لانه فهم انسانية الانسان وراح يداعبها برقة
كلماته وجودة معانيها.وحين صدر ديوانه للريل
وحمد صار طفرة حقيقية في مسار الشعر الشعبي
في العراق،لانه كان قبل النواب تقليديا في مبناه
ومعناه.

(Visited 131 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *